لكل السوريين

غياب طقوس العيد بشكل عام في إدلب، والسبب الوضع الاقتصادي الخانق

إدلب/ عباس إدلبي 

رصد أجواء العيد في إدلب في ظل ارتفاع الاسعار والحالة الاقتصادية الصعبة رافقها غياب أي مظاهر بهجة وفرحة للعيد.

الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان الشمال الغربي لسوريا اثرت بشكل أو بآخر على أجواء العيد، وخلال رصدنا ومتابعتنا لأجواء ما قبل وخلال فترة العيد قد لاحظنا الضعف الكبير في القيمة الشرائية وخاصة على محلات الالبسة الجديدة ومحلات الحلويات والمعجنات.

ومن خلال استطلاع أجريناه في أسواق مدينة إدلب وعلى لسان اغلب من تحدثنا معهم والذين أكدوا لنا أن الحالة الاقتصادية وغلاء الأسعار كان كفيلة بميول أغلب العوائل باتجاه محلات الألبسة المستعملة (البالة) لشراء الألبسة، بسبب تناسبها مع الدخل اليومي ان وجد.

أبو مصعب من أهالي مدينة سراقب حدثنا عن معاناته وأوضاعه الصعبة التي وصفها بالأصعب عليه طوال عمره، حيث قال: “إن الفقر وانعدام الدخل والنزوح الطويل كان أهم الأسباب التي منعته من شراء الألبسة الجديدة لأطفاله”.

وقال معقبا على حديثه إن العيد الحقيقي هو عودته لبلده ولبيته وأرضه.

أما أبو حسين وهو أيضا نازح من ريف حماة قال إن “هذا العيد كان عبئا عليه في ظل ارتفاع الأسعار، والذي كان السبب الرئيسي بقتل بهجة العيد وحرمان أطفاله من أبسط حقوقهم”.

من ناحية أخرى رصدنا خلال جولتنا حالة جديدة، وظاهرة هي الأولى من نوعها وهي تدفق آلاف النازحين وخاصة النازحين من البلدات المحاذية لمدينة إدلب باتجاه خطوط التماس للاكتفاء بالنظر لبلداتهم من بعيد واستذكار أهلهم وقراهم والعادات والتقاليد التي كانوا يمارسوها أيام فترة العيد.

وكيف أن الحرب حرمتهم من زيارة قبور أحبائهم واهلهم مستخدمين المناظير لرؤية بيوتهم وحاراتهم.

أوضاع صعبة يعيشها سكان مدينة إدلب ونازحيها وغياب شبه تام لبهجة العيد وعاداته وتقاليده التي اندثرت منذ خروجهم من بيوتهم وأرضهم. وإن العيد وبحسب جميع من صادفناهم والتقينا معهم هو بالعودة لديارهم وبين أهلهم وأصدقائهم.

وتفرض هيئة تحرير الشام الإرهابية المدعومة من قبل الاحتلال التركي على الأهالي في إدلب التعامل بالليرة التركية منذ أكثر من عامين، ما سبب أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية على ملايين المدنيين القاطنين فيها.