لكل السوريين

تجارة الحطب في جبلة بين الحاجة والفساد

اللاذقية/ سلاف العلي

مع دخول فصل الشتاء، قفز سعر الطن الواحد من الحطب إلى ثلاثة ملايين ونصف مليون ليرة سورية في محافظة اللاذقية، فيما ارتفع سعر برميل المازوت في السوق السوداء /200 ليتر/ إلى أربعة ملايين ليرة سورية، وسط مخاوف من عدم توفر المازوت بالسعر المدعوم، الذي وإن توفر، لا تكفي مخصصاته لشهر واحد في أحسن الأحوال.

ويتزايد الإقبال على شراء الحطب في اللاذقية وريفها عموما وخاصة بجبلة وريفها، رغم الارتفاع الكبير في أسعاره، وذلك نتيجة الفوارق بينه وبين المازوت من ناحية التكلفة المادية، كما تتوفر بدائل أخرى عن الحطب بتكلفة أقل، مثل تفل الزيتون، والكسح.

وتنتشر مراكز عشوائية لبيع الحطب في مختلف أرجاء المحافظة، تعتمد بالدرجة الأولى على الحطب المهرب والقادم من ريف حماه ادلب وبعض القرى البعيدة الأخرى بجبال اللاذقية، في ظل تراجع بيع حطب اللاذقية ومن القرى القريبة، نتيجة الإبادة والتشجير الحراجي العشوائي والكيفي التي شهدتها حراج المحافظة والريف خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أثر على منظر اللون الأخضر الذي كان منتشر بكثافة مميزة وجميلة.

لكن هذه الحاجة الضرورية لوسائل التدفئة وخاصة في المناطق المرتفعة عن الساحل شديدة البرودة، في ظل غياب المراقبة والمساعدة والدعم الحكومي، حيث أصبحت الأهالي أمام وسيلة للاستغلال من قبل بعض تجار الحطب، الذين حولوا هذه التجارة إلى مصدر للغش والكسب غير المشروع.

السيد أبو فواز وهو من أهالي قرية بطغرامو بريف حبلة قال وبتوتر شديد: إن جميع الأهالي بريف جبلة يحتاجون إلى التدفئة وإلى وسيلة تدفئة في ظل تقاعس الحكومة بتوزيع مادة المازوت وبعد غلاءها والعجز عن تأمينا بالسوق السوداء حيث هي متوفرة ولا أحد يعرف كيف هي متوفرة؟ والأهالي مضطرين إلى تأمين تمز الزيتون إذا توفر رغم أنه أصبح سعره غالي وتأمينه صعب جداً أو بعض الأخشاب الكسح من الزيتون أو غيره، لكن تأمين الحطب هو المهم لكن أصبح عرضة للغش والالتفاف رغم حاجتنا الماسة له، وخاصة بالشتاء القادم ولدينا أطفال ونساء ومرضى، ويتعرض الحطب إلى أساليب غش خداع غير مسبوقة في بيع الحطب، من تجار بلا ضمير يقومون بنقع الحطب بالماء لزيادة وزنه، إلى آخرين يرفضون استخدام ميزان المشتري، ويصرون على البيع بالوزن الذي يحددونه هم، وأضاف أن الأسوأ من ذلك، أن البعض يبيعون طنا من الحطب ليكتشف المشتري لاحقاً أن ما اشتراه لا يتجاوز 700 كيلوغرام فقط، كما ظهرت أساليب أكثر احتيالاً، مثل تعبئة أكياس الحطب بالحجارة لإضافة وزن غير حقيقي، مع منع المشتري من فتح الأكياس بحجة أنها معبأة وجاهزة للاستخدام، ويقال للمواطن الذي يرغب بالشراء: عجبك، عجبك خذه كما هوي الشوال أو الكيس المعبأ وسعره كذا، ما عجبك اتركه ومع السلامة.

وأضاف هذا الحال ينطبق أيضا على بعض تجار المازوت في السوق السوداء، الذين يخلطون المادة بالماء، أو يتلاعبون بالكمية المباعة، ليقع الأهالي ضحية للغش حتى عند دفع مبالغ باهظة تفوق قدراتهم للحصول على وسائل تدفئة تقيهم برد الشتاء القارس، نحن لجأنا لاستخدام الحطب للتدفئة، بسبب ارتفاع أسعار مادة المازوت وقلة كمياتها في محطات الوقود وسوء الأوضاع الاقتصادية، ورغم أن أسعار الحطب ليست رخيصة وغير منضبطة، فإنه يبقى أقل من سعر المازوت.

السيد مسعود وهو موظف في جبلة ومن قرية عين شقاق بريف جبلة قال: يضطر الأهالي لانتزاع الأشجار وقطعها وزراعة أخرى بدلا منها، البعض يجلب كميات من الحطب من أشجار المشمش والجوز واللوز والبلوط الموجود في مدينة طرطوس، لاعتبارها من النوعيات الأغلى بسبب تحملها للنار، وهناك مواطنين يأتون لشراء الحطب من مناطق مجاورة لجبلة، مؤكداً على الإقبال الكبير هذا العام لشراء الحطب، إذ ينتظر المواطن عدة أيام للحصول على طلبه، لكن جميع من يتاجر بالحطب يستغلنا ويغشنا ولا خيار آخر أمامنا، لكن الناس حزمت أمرها وبدأت بجمع الحطب مهما كانت أسعاره لأنها تبقى أوفر من المازوت.