لكل السوريين

حول حرائق المحاصيل وآثارها السلبية على الأمن الغذائي في سورية

في تكرار جديد لسيناريو العام الماضي، وما شهدته مناطق شرق وشمال سورية وريف محافظات سورية أخرى، حيث قضت الحرائق على محاصيل القمح والشعير، ففي الأيام الماضية التهمت الحرائق آلاف الدونمات من محاصيل القمح والشعير والعدس. في ريف دير الزور وقرى منبج وقرى رأس العين وتل تمر وقراها وقرى الحسكة والقامشلي، وقرى وأراضي كوباني، قرى عين عيسى وريف الرقة والطبقة وريفها، ريف حمص وحماه والسويداء ودرعا.

سرعة الرياح أدت إلى انتشار الحرائق وسرعتها، في ظل انعدام كافة وسائل الاطفاء، ما عدا الأساليب البدائية التي تعتمد على أيادي الأهالي. وتأتي هذه الحرائق في حين يستعد المزارعون للبدء بموسم حصاد محاصيلهم.

ولا تزال الجهة المسؤولة عن اندلاع الحرائق مجهولة في ظل تبادل الاتهامات بين عدة أطراف، في حين كان تنظيم داعش قد أعلن في عدة مرات، أيار العام الماضي، مسؤوليته عن الحرائق.

وفي العام الماضي، قالت الأمم المتحدة إن الحرائق في سورية، تُهدد بتعطيل دورات الإنتاج الغذائي الطبيعية وربما تقلل من الأمن الغذائي لشهور قادمة.

سواء كان الضرر متعمدا أو غير متعمد، فإن حرق المحاصيل على هذا النطاق سيؤدي إلى إتلاف التربة وسيكون له آثار ضارة على صحة المدنيين في المحافظة، حيث الأمراض التنفسية مرتفعة بالفعل في الجيب السوري الغربي المُكتظ. وقالت ومع ذلك، فإن هذه ليست سوى بداية الصيف وإذا استمرت الحرائق فقد تؤدي إلى أزمة كبيرة.

يكون الأمن الغذائي مضمونا عندما يكون بوسع كل الناس في كل الأوقات أن يحصلوا ماديا واقتصاديا على كميات كافية من الغذاء السليم والمغذي الذي يتيح لهم حياة صحية ونشيطة.

وأن الأمن الغذائي، يوجد حين يتمكن جميع الافراد في كل زمان من الحصول على الغذاء الكافي ماديًا واقتصاديًا، طعام آمن ومُغذي لتلبية احتياجاتهم الغذائية ولتوفير طعامهم المُفضل وذلك لضمان حياة فعالة وصحية.

وأعلن مؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي لعام 1996 أنه “لا يجب استخدام الغذاء كأداة للضغط السياسي والاقتصادي”.

ان اهم تحديات الأمن الغذائي، هو غياب الآمان والسلام والاستقرار، تليه عوامل أخرى تتعلق بعدم: توفر المياه وتقلّبات المناخ وتغيّره وقلة الاهتمام بالأراضي وإهمالها تماماً أو تخريبها، وإصابة النباتات بالأمراض وعدم مكافحتها، وتفشي الفساد والظلم بين أفراد المجتمع، والتضخم السكاني الكبير.

انعام إبراهيم نيّوف