لكل السوريين

“شاهر سيف” الحار س الطائر.. من أبرز حراس كرة القدم السورية

تقرير/ حسين هلال

تميزت كرة القدم السورية خلال فترة الستينات والسبعينات بوجود نخبة من الحراس, الذين برزوا بشكل لافت خلال تلك الحقبة, وقدموا مستويات رائعة مع الفرق التي لعبوا معها ومثلوها في المشاركات والبطولات, سواء في الأندية أو المنتخبات السورية.

ومن بين هؤلاء الحراس يبرز اسم شاهر سيف, الذي أطلق عليه لقب الحارس الطائر لمهارته في صد الكرات والتقاطها وهو في حالة طيران بالهواء باتجاه الكرة، إضافة إلى ذلك هو يمتلك الكثير من الميزات, التي جعلت منه حارساً بارعاً يحسب له المهاجمين ألف حساب قبل التسديد على مرماه, كما كان يتميز بالشجاعة وأحيانا يعرض نفسه للخطر والإصابة نتيجة اندفاعه وحماسه بالملعب وحرصه على المحافظة على نظافة شباكه خلال المباريات التي كان يشارك فيها.

ولمعرفة المزيد عن مسيرة هذا الحارس المتميز, نجد أن انطلاقته الكروية كانت في دمشق بحي الميدان, حيث انضم للنادي الموجود في ذلك الحي في عام 1962,  بتشجيع من ابراهيم الخلف أحد الأشخاص المقربين منه, الذي اختار له مركز حارس مرمى فكان اختيار موفق, حيث ظهرت موهبته في صد الكرات بشكل مبكر, ونظراً لتألقه في تلك الفترة وقعت أنظار نادي الشرطة المركزي عليه, الذين قاموا بضمه إلى صفوف ناديهم واستمر في اللعب معه حتى عام 1978.

وخلال تلك الفترة تالف بشكل واضح, وحقق نادي الشرطة وقتها نتائج متميزة بالدوري السوري والمشاركات الخارجية والمباريات الودية, التي كانت تجري خارج سوريا خلال المعسكرات التدريبة للنادي, وكان للكابتن شاهر دور كبير في تلك النتائج الجيدة.

أما عن مسيرته مع المنتخب الوطني, فقد بدأت عندما لمع اسمه وبرز في ناديه, فتمت دعوته للانضمام للمنتخب منذ بداية السبعينات, وشارك معه في كافة البطولات والدورات وتصفيات كأس العالم حتى عام 1978, وأبرز تلك البطولات كانت كأس القنيطرة التي جرت في سورية عام 1974, والدورة العربية الخامسة التي جرت في دمشق عام 1976, وبطولة العالم العسكرية التي جرت بدمشق عام 1977, وتصفيات كأس العالم لأكثر من مرة.

وخلال مسيرته الكروية الطويلة عاصر عدة أجيال, من الجيل الأول: “فارس سلطجي ، عزمي حداد، أواديس، تركي الحلبي، زكريا حزام، أحمد جبان” .

ومن الجيل الثاني: “جورج مختار، جوزيف شهرستان، سمير سعيد، نبيل نانو، عبد الغني طاطيش، محمود طوغلي، رياض أصفهاني، سهيل لطفي، أنور عبد القادر، ابراهيم محلمي، هيثم برجكلي، سهيل لطفي”.

ومن الجيل الثالث: “رضوان الشيخ حسن، محمد دهمان، نزار محروس، عبد القادر كرذغلي، مروان مدراتي، عبد الفتاح حوا، أحمد قدور، توفيق مكيس، هاشم شلبي، أحمد شلبي، عبد الحميد الخطيب، مالك شكوحي وغيرهم”.

وعن أجمل ذكرياته خلال مسيرته الكروية, كانت خلال بطولة العالم العسكرية التي جرت بدمشق عام 1977, حيث اختير كأفضل حارس مرمى بالبطولة التي شاركت فيها منتخبات قوية مثل “ألمانيا، إيطاليا، العراق، الكويت، نيجيريا، الكاميرون”, حيث برع بالتصدي لكرات عديدة خاصة في مباراة سوريا والكاميرون, الذي كان يضم نجوم كبار على مستوى العالم وعلى رأسهم روجيه ميلا الذي أجاب على سؤال بعد عشر سنوات من المباراة على سؤال أفضل حارس واجهته, فأجاب هو الحارس السوري شاهر سيف.

وفي نهاية السبعينات تعرض لإصابة بالغة ابعدته عن الملاعب مدة 5 سنوات, ونظراً لشغفه ومحبته لكرة القدم عاد للعب من جديد مع نادي جبلة الصاعد لدوري الدرجة الأولى ولعب له 4 مواسم تحت قيادة المدرب القدير رفعت الشمالي.

وأقيم له مهرجان اعتزال حافل بمباراة ودية شارك فيها نجوم كرة القدم السورية, وبعدها تابع وجوده في ميدان كرة القدم حيث عمل مدرباً لحراس نادي جبلة, بقي أن نشير إلى أن الكابتن شاهر سيف هو من مواليد دمشق 1949.