حلب/ خالد الحسين
تعد صالة الحمدانية لكرة السلة واحدة من أبرز المنشآت الرياضية في سوريا، وخصوصاً في مدينة حلب التي لطالما عرف أهلها بولعهم الكبير بلعبة كرة السلة. تقع الصالة في حي الحمدانية، وتبلغ سعتها الجماهيرية نحو 6000 متفرج. وقد بدأ العمل على بنائها في عام 2004، وتم الانتهاء منها وافتتاحها أمام الجماهير عام 2021، حيث شهدت خلال السنوات الأخيرة عشرات المباريات والبطولات المهمة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.
الصالة التي كانت مقراً أساسياً لأندية الاتحاد والجلاء والحرية الحلبية، تحولت اليوم إلى أطلال، بعدما تعرضت خلال سنوات الحرب لأضرار جسيمة نتيجة القصف والاشتباكات التي طالت أجزاء واسعة من المدينة. فقد تهدم سقف الصالة بالكامل، وتعرضت أرضيتها الخشبية للتلف وفقدت صلاحيتها، بينما تآكلت المدرجات بفعل الإهمال وغياب أعمال الصيانة المستمرة.
ولم تكن الصالة مجرد منشأة رياضية، بل مثلت رمزاً اجتماعياً وثقافياً لعشاق الرياضة في المدينة. وفي هذا السياق، قال المدرب المخضرم عبد السلام ضميرية في تصريح للسوري: “صالة الحمدانية كانت بيت كرة السلة الحلبي، وكانت تستضيف مباريات لا تُنسى، سواء بين أندية الاتحاد والحرية، أو حتى في إطار الدوري السوري لكرة السلة. كما كانت تحتضن العديد من مباريات المنتخب الوطني، حيث شهدت على مدار عقود طويلة استحقاقات رياضية لا يمكن نسيانها. واليوم، غيابها أدى إلى تراجع مستوى فرق حلب، لعدم توفر مكان تدريبي يليق بها”.
من جانبها، قالت اللاعبة السابقة رنا كركور: “كنا نحلم باللعب على أرض صالة الحمدانية، كانت تمنحنا الحافز والشعور بالانتماء. ومن المؤلم أن نراها اليوم بهذا الشكل المحزن، دون أي تحرك فعلي من الحكومة لإعادة ترميمها وإعادتها إلى ما كانت عليه سابقاً”.
ورغم تصريحات متكررة من وزارة الرياضة واللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في حلب بشأن نية ترميم الصالة، إلا أنه لم يسجل حتى الآن أي تقدم ملموس. مصدر من اللجنة التنفيذية، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لمراسل السوري: “هناك تقصير حقيقي. لا توجد مخصصات مالية كافية، والمشاريع الرياضية المعتمدة تذهب في الغالب لمنشآت أخرى أقل أهمية من صالة الحمدانية”.
وفي الوقت ذاته، يطالب جمهور الرياضة في حلب بإدراج مشروع ترميم صالة الحمدانية ضمن أولويات الحكومة، وتخصيص موازنة عاجلة لإعادة تأهيلها. وأكد الناشط الرياضي يوسف زيتوني أن “إحياء الصالة ليس ترفاً كما يظن البعض، بل هو ضرورة حقيقية لإعادة الحياة الرياضية إلى المدينة، خاصة وأنها كانت تحتضن تدريبات ومباريات فرق كبيرة، وتعد مصدر فخر لأهالي حلب”.
وفي ظل ما تمثله صالة الحمدانية من قيمة تاريخية ورياضية، فإن تركها على هذا الحال يشكل خسارة مزدوجة: للبنية التحتية الرياضية، ولأجيال من الرياضيين الحالمين بمكان يليق بطموحاتهم ويحتضن مواهبهم في بيئة مناسبة.