اتفقت فصائل فلسطينية بينها حماس وفتح، على تشكيل “حكومة مصالحة وطنية” لإدارة غزة بعد توقف الحرب عليها، وإنهاء الانقسام بين الفصائل، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
ووقعت الفصائل على الاتفاق الذي سميّ “إعلان بكين” في العاصمة الصينية، حسبما ذكر وزير الخارجية الصيني، ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الصينية والتلفزيون المركزي.
وجرى التوقيع في الحفل الختامي للحوار بين الفصائل الذي استضافته بكين على مدار يومين.
ورحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بهذا الاتفاق، وقال القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق “اليوم نوقع اتفاقية للوحدة الوطنية، ونقول إن الطريق طويل من أجل استكمال هذا المشوار، نحن نتمسك بالوحدة الوطنية وندعو لها”.
وكانت العاصمة الصينية بكين قد استضافت في اليومين الأخيرين من شهر نيسان الماضي، اجتماعات بين ممثلين عن حركتي فتح وحماس، للدفع نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية،
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أنه تم التوصل إلى اتفاق حول أفكار للحوار المستقبلي، وأن الجانبين عبّرا عن رغبتهما في تحقيق المصالحة من خلال مواصلة الحوار حول ذلك في أقرب وقت.
ردود فعل داخلية
قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصر الله إن حركته “وضعت ثقلها لإنجاح هذا اللقاء، وكان هناك تعليمات واضحة بعدم إفشاله، وننتظر التطبيق العملي لبنوده”.
وأضاف إن “تشكيل حكومة التوافق حتى الآن مرهون وجودها بوقف هذا العدوان، إذ لا تستطيع لو شكّلت أن تعمل في الضفة وغزة”.
ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا في بيان، إن “الحركة طالبت بسحب اعتراف المنظمة بإسرائيل، كما طالبت بتشكيل لجنة أو حكومة طوارئ لإدارة المعركة في مواجهة الإبادة الجماعة ومخططات التصفية للقضية الفلسطينية”.
واعتبر أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي في بيان، أن “إعلان بكين مثل خطوة مهمة ومتقدمة وجدية لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والضم والاستيطان والتهويد”.
وأكد على أن “العبرة الآن هي في البدء بالتطبيق الفوري والفعلي لما ورد في بيان بكين، وأن الجمهور الفلسطيني يريد أن يرى أفعالاُ وليس مجرد أقوال”.
وبدوره قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فهمي شاهين، إن مخرجات حوار بكين “لا تعكس طموحات الشعب الفلسطيني كما يجب، بعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب الدموية التي يتعرض لها”.
وكشف عن “اتفاق لتشكيل لجنة متابعة خلال شهر لتنفيذ ومتابعة ما تم اتخاذه من قرارات وما عكسه البيان الختامي”.
حلول مستعصية
أثيرت العديد من التساؤلات حول إمكانية تنفيذ “إعلان بكين”، خاصة أن مسؤولين من حركتي حماس وفتح، سبق أن التقوا في مدن عربية ودولية تحت شعار المصالحة، دون التوصل إلى أي نتائج تذكر.
وكان آخر لقاء للمصالحة بين الحركتين في موسكو شهر شباط الماضي، وبعد أيام على انعقاده اشتعلت معركة التراشق الإعلامي بين الطرفين بعد انتقاد حركة حماس لتعيين رئيس الوزراء محمد مصطفى دون التشاور معها مثلما تفرضه تفاهمات موسكو.
وسبق أن التقت الحركتان بشكل ثنائي، أو ضمن اجتماعات شملت فصائل أخرى في مدن عربية منها القاهرة والدوحة ومكة والجزائر، وتوصلتا إلى اتفاقيات ملزمة تم تصويرها على أنها حدث مهم سينهي حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني.
ويوحي التصعيد المستمر بين الحركتين بأن التفاهمات التي تمت في هذه المدن والعواصم، لا تهدف إلى تحقيق اختراق حقيقي يفضي إلى المصالحة، بقدر ما تحرص من خلالها كل حركة على تسويق نفسها خارجياً كجهة داعمة للحوار والمصالحة، وعلى كسب الوقت للحفاظ على حالة الانقسام التي تفيد الحركتين، وتضر بمصالح الشعب الفلسطيني، مما جعل الفلسطينيين لا يهتمون بهذه اللقاءات في ظل قناعة ترسخت في الشارع الفلسطيني أنه لا توجد رغبة حقيقية لدى الحركتين في المصالحة.