لكل السوريين

بعد انتهاء التسويات في محافظة درعا.. انسحابات عسكرية وأمنية وتبادل مواقع والاغتيالات مستمرة

درعا/ محمد الصالح

انتهت عمليات التسويات في محافظة درعا بإشراف القوات الروسية، وبتنسيق مشترك مع اللجنة الأمنية بالمحافظة واللجان المركزية والوجهاء الممثلين للأهالي فيها.

وشملت عمليات التسويات وتسليم الأسلحة كافة مناطق المحافظة باستثناء مدينة بصرى الشام والقرى المحيطة بها.

وهو ما دفع إلى التساؤل حول مصير اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، المتمركز فيها، في ظل أنباء تتحدث عن تخلي روسيا عن دعمه بعد انتهاء مهامه، ومغادرة متزعمه البلاد، وعن بداية تفكيك هذا اللواء.

كما طرحت مجموعة من التساؤلات نفسها حول إمكانية أن تحقق عمليات التسوية الحالية في هذه المناطق الاستقرار بمحافظة درعا، وخاصة في المنطقة الحدودية مع إسرائيل والأردن، التي تشهد حوادث خطف واغتيالات يومية، وتنافسات إقليمية.

وأعادت هذه التساؤلات الذاكرة إلى التسوية السابقة التي جرت عام 2018، ورعتها روسيا أيضاً، وكان من المفروض حينها بسط سيطرة السلطات السورية على جميع أنحاء المحافظة، وفرض الاستقرار فيها، ولكن ذلك لم يحدث.

انسحابات وتبادل مواقع

انسحبت عدة حواجز ونقاط عسكرية وأمنية من مواقعها في مدن وبلدات محافظة درعا بشكل تام، وتم استبدال عدد آخر منها بقوات تابعة لفروع أمنية أخرى.

وأفادت المصادر المحلية بانسحاب الحواجز والنقاط العسكرية والأمنية من محيط مدينة داعل بالريف الأوسط من محافظة درعا.

كما انسحبت حواجز الأمن السياسي من بلدة كفر شمس شمالي درعا، باتجاه مواقعها في الصنمين ومدينة درعا.

وانسحب حاجز المخابرات الجوية عن الطريق الواصل بين مدينة نوى وبلدة تسيل، وآخر من بين قرية الشيخ سعد ومدينة نوى، دون معرفة إن كان سيتم استبدال هذه الحواجز بغيرها.

وذكرت المصادر أن قوات المخابرات الجوية المتمركزة بالمجلس البلدي في بلدة تسيل غربي درعا، انسحبت من مواقعها، وحلّت محلها قوات تابعة لجهاز الأمن العسكري.

كما تم استبدال عناصر حاجز الرادار التابع للأمن العسكري في بلدة النعيمة شرقي درعا، بعناصر من جهاز المخابرات الجوية.

واستبدال عناصر المخابرات الجوية من معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، بقوات أمنية من فرع الأمن السياسي.

مداهمات واغتيالات

داهمت قوات عسكرية منزل مواطن مطلوب للتسوية في بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، للمرة الثانية خلال يوم واحد، ولم يكن متواجداً في منزله.

وكان المواطن قد غادر البلدة دون تسوية وضعه.

وحسب مصادر محلية، أطلق مسلحون مجهولون النار على مواطن من قرية البكار، أثناء تواجده غربي مدينة نوى في الريف الغربي من محافظة درعا، مما أدى إلى مقتله على الفور.

وأطلق مجهولون النار على مواطن من بلدة ناحتة بالريف الشرقي من محافظة درعا، مما أدى إلى إصابته بجروح، ونقل إلى المشفى الوطني في مدينة درعا، حيث فارق الحياة.

كما أطلق مجهولون يستقلون دراجة نارية، النار على ضابط مهندس يؤدي الخدمة الاجبارية، أثناء تواجده في قرية الصورة بالريف الشرقي من المحافظة لقضاء إجازته فيها، مما أدى إلى مقتله على الفور.

واختطف ملثمان يستقلان دراجة نارية، طفلاً يبلغ ست سنوات من العمر، أثناء توجهه إلى مدرسته في بلدة إبطع، وتوجهوا به غرباً دون معرفة دوافع خطفه.

يذكر أن الأهالي يشعرون بالقلق من استمرار عمليات القتل والاغتيال والخطف والاعتقال في المحافظة، بعد تسليم أسلحتهم خلال التسويات الأخيرة، في ضوء الواقع الذي يؤشر إلى ذلك.

ويستذكرون نتائج تسويات عام 2018، ويتخوفون تكرارها.