لكل السوريين

المعاجيق.. أكلة شعبية توشك أن تتحول إلى ذكريات

حماة/ حكمت أسود

“المعاجيق” … إنها الأكلة الشعبية ذات المكانة الرفيعة والتي يعتبرها العديد من سكان مدينة “السلمية” في محافظة “حماة” المفضلة لديهم خاصة أنها كانت تقترن بالعطل والمناسبات، لدرجة أضحت فيها علامة فارقة للمنطقة.

والمعاجيق هي جمع معجوقة أي القطعة الواحدة من أحد أنواع الفطائر التي تشبه إلى حد كبير البيتزا إلا أن لها خصوصيتها في المنطقة بمحدودية مكوناتها ونوعية العجينة المستخدمة فيها وبساطة تحضيرها كما أن هذه الأكلة المحلية تعد أقدم بكثير من البيتزا التي يعود منشؤها إلى ايطاليا في أوروبا.

وكانت لسنوات طويلة الطبق الأبرز في العزائم، لما تمتاز به من نكهة محببة وطعم شهي جعلت منها طبقا مفضلا لدى أغلبية سكان المنطقة وزوارها، وتعتبر من أقدم الأكلات في المدينة وأحد أهم الرموز التراثية فيها باعتبار أن مادة لحم غنم العواس الأساسية في تحضير المعاجيق يتم إنتاجها على نطاق واسع في منطقة سلمية وبادية حماة.

إلا أن ظروف الغلاء وارتفاع أسعار اللحوم جعل أهالي المدينة يستغنون عن لحم الخروف المخصص لصناعة المعاجيق سابقاً، وأصبحوا يصنعونها اليوم ويحتالون بوضع لحم الفروج ا عوضاً عن الغنم، كما أن الكثيرين أصبحوا اليوم يفضلون صناعتها في منازلهم نتيجة لارتفاع أسعارها في الأسواق.

فادي سلمان صاحب ملحمة، وفرن لتحضير المعاجيق في سلمية، ذكر بأنه ورث طريقة إعداد وتصنيع هذه الأكلة الفاخرة عن أبيه وأجداده لكونها تنتشر على نطاق واسع في المنطقة التي يندر وجود أحد من سكانها لا يفضلها باعتبارها تمتاز بمذاق لذيذ ونكهة محببة لدخول لحم غنم العواس البلدي فيها حيث يعتبر المادة الأساسية في صناعتها، إضافة إلى العجين وبعض أنواع الخضار كما أنها تؤكل طازجة وساخنة فور خروجها من الفرن.

وحسب “سلمان” فإن أكلة المعاجيق التي كانت من الأكلات الأساسية لسكان المدينة أصبحت اليوم من الرفاهيات، التي يصعب على الجميع الحصول عليها خصوصا بعد أن ارتفع سعر كيلو المعاجيق إلى 22 ألف ليرة سورية في حين كان قبل فترة الأزمة 3 آلاف ليرة سورية.

ليست “المعاجيق” السلمونية هي الأكلة الوحيدة التي أصبحت بعيدة عن متناول المواطنين فالكثير من أنواع الأطعمة أصبحت خارج قائمة طعام السوريين الذين تزداد معاناتهم يوماً بعد يوم وسط الارتفاع الكبير للأسعار وانخفاض مستوى دخلهم الذي لم يعد يعادل أكثر من ثمن كيلو لحم ونصف.