لكل السوريين

الحلويات تغادر طقوس رمضان هذا العام

تقرير/ جمانة الخالد

أجبر ارتفاع أسعار المواد والمعدات اللازمة لتصنيع الحلويات المنزلية بعض العائلات في حماة على الاستغناء عن طقوس الحلويات بعد الإفطار أيضًا.

واستبعدت عديد من العائلات الحلويات العربية الجاهزة من مخططاتها الرمضانية، لارتفاع أسعارها، ووصولها إلى مستويات تفوق بكثير قدرتها الشرائية.

لم يعد طبق الحلويات بعد الإفطار الرمضاني أساسيًا لدى العائلات السورية منذ سنوات، ومع تفاقم الوضع المعيشي، بات وجود الحلويات على اختلاف أنواعها الجاهزة أو المنزلية من الرفاهيات.

تلجأ نساء إلى صنع الحلويات المنزلية لتعويض عائلتهن عن غياب قدرتها المادية على شراء الحلويات الجاهزة، لكن ذلك مشروط أيضًا.

وتعتمد بعض النساء لإعداد الحلويات، على السلة الغذائية التي تتسلّمها كل فترة، إذ غالبًا ما تحتوي على الزيت والطحين والسكر، وهي أبرز مكوّنات أطباق الحلويات.

ورغم توفر المواد الأولية، قد لا تستطيع النسوة استخدام الفرن لصنع الحلويات، في حال عدم وصول الكهرباء إلى منازلهن خلال ساعات النهار، وهو أمر متوقع الحدوث.

وخلال رمضان الحالي، شهدت أسعار الحلويات ارتفاعات غير مسبوقة، إذ تراوح سعر كيلو الحلويات المصنعة بالسمن الحيواني بين 150 ألفًا و200 ألف ليرة، بينما يتراوح سعر كيلو “النمورة” و”المغشوشة” بين 40 ألفًا و70 ألف ليرة، بحسب كمية ونوعية المواد الأولية الداخلة بصناعتها.

ويتجاوز سعر بعض الأنواع الأخرى كـ”المبرومة” و”كول وشكور” 150 ألف ليرة للكيلو الواحد منها.

وتشهد الأسواق ارتفاعًا في أسعار معظم المواد أبرزها الغذائية مع توقعات بارتفاعها أكثر، ويستهلك الغذاء فقط أكثر من 60% من الدخل الشهري للأسرة، ويبلغ متوسط تكلفة وجبة الطعام نحو 25 ألف ليرة سورية، بحسب تقارير.

ويبلغ متوسط الراتب الشهري في سوريا نحو 146 ألف ليرة سورية و50% من الموظفين معدل رواتبهم 146 ألفًا أو أقل.

وتصنع نسوة بعض أنواع الحلويات كبديل عن شراء الحلويات الجاهزة، وأبرز الأنواع التي تصنعها هي “القطايف” التي تعد أشهر الحلويات الشعبية في رمضان.

إلا أنهن يواجهن عديدًا من المعوقات تدفع الأسر للاقتصاد بصناعة الحلويات، منها غلاء المكوّنات كالسكر والطحين والمكسرات، كما أن توفر مادة الغاز يعتبر أمرًا أساسيًا لصنع “القطايف”.

وتقول نساء، إن تكاليف ممارسة كامل الطقوس الرمضانية، بالحد الأدنى، عالية جدًا، دون وجود بدائل تناسب القدرة الشرائية للمواطنين.

ويعتمدن بعضهن خلال رمضان الحالي على طبق “العوامة” و”المشبك” في فقرة الحلويات بعد الإفطار، لأنها أرخص الأنواع تقريبًا.

وطال ارتفاع أسعار الحلويات الأنواع الشعبية منها، كـ”العوامة” و”المشبك” و”الهريسة”، إذ يتراوح سعر الكيلو الواحد منها بين 20 ألفًا و30 ألف ليرة.

قال بعض أصحاب محال الحلويات في حماة إن مبيعات المادة انخفضت للنصف خلال رمضان الحالي، قياسًا برمضان الماضي، بسبب ارتفاع تكلفة صناعتها.

وعزا مسؤولين ارتفاع أسعار الحلويات إلى التكلفة المرتفعة، إذ يتراوح سعر كيلو السمن بين 63 ألفًا و80 ألف ليرة سورية، بسبب استيراده، بينما يصل سعر القشطة إلى 25 ألف ليرة للكيلو الواحد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات والغاز أيضًا في العام الحالي.