لكل السوريين

الكهرباء السيئة تؤثر سلبياً على زراعة طرطوس

طرطوس/ أ ـ ن

يتزايد الواقع الكهربائي سوءا في محافظة طرطوس ومدنها وريفها، حيث بلغت ساعات القطع 6 ساعات مقابل خمس عشرة دقيقة وصل فقط، واقع صعب فرض أعباءه على المواطنين أصحاب الدخل المحدود والذين دخلهم معدوم، وانعكس على مختلف جوانب حياتهم.

ولكن الأسوأ من هذا التقنين المجحف، هو التقنين الذي طال الخطوط الزراعية ومنع الفلاح من ري أرضه، حيث ان تقليص مدة التغذية الكهربائية للخطوط الزراعية بسبب قلة الوارد، املا بوعود خلبيه ان يتحسن الواقع الكهربائي الحالي، حيث ان الواقع الزراعي سيئ وينذر بقدوم الكارثة، فلماذا يتم تقليص التغذية الآن في هذا التوقيت تحديدا، حيث الحرارة بارتفاع والمواسم بأشد الحاجة للري، فأراضي شاسعة ودونمات مخصصة للزراعة، ومحاصيل خيرة واشجار مثمرة من زيتون وتفاح وخوخ ودراق وحمضيات، تعاني من الانعكاسات السلبية لقرار تقليص التغذية على الخطوط الزراعية، بذريعة قلة الوارد وبانتظار تحسن الواقع الكهربائي، وبهذا التوقيت، لا تقف عند خسارة الفلاح لمحاصيله المعدة للبيع، والتي لا تكفيه لتغطية متطلبات معيشته أصلا، ولا بنقص احتياجات الاستهلاك في السوق المحلية من هذه المحاصيل، ولا تنتهي بتراجع القطاعات الإنتاجية المرتبطة بالزراعة، ككارثة على جميع الأصعدة، تعتبر الزراعة مصدر دخل لعشرات الآلاف من الأسر، وجزء هام من منتجاتها تعتبر مواد أولية للعديد من الصناعات الغذائية وغير الغذائية، ويعد القطاع الزراعي أحد أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني من جهة، والداعمة للمواطن السوري والسوق المحلية من جهة أخرى.

تزايدت مناشدات مزارعين في محافظة طرطوس في الآونة الأخيرة تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة الشديد والسريع، حيث أوضح العديد من الفلاحين في ريف طرطوس وقرى صافيتا والدريكيش والقدموس وبانياس معاناتهم من انقطاع الماء، وعجزهم عن ري مزروعاتهم وحتى عن الحصول على مياه الشرب.

ان مديرية الموارد المائية في طرطوس، تؤكد أن الأمور تسير وفق برنامج السقاية المحدد بالتزامن مع ساعات تخصيص الكهرباء، وستتم توصيل مياه الشرب وسقاية كل المساحات تباعا، ويؤكدون إن أكثر من نصف مخصصات محافظة طرطوس، تتعرض للسطو والقطع، وهناك اعتداءات ليلية على الشبكة وتلاعب بالمياه، الأمر الذي يربك الجميع، ففي حين يتخبط الفلاحون بين العجز والخوف من خسارة محاصيلهم، تتخذ الجهات المعنية موقفا سلبيا، ويبقى تساؤل الفلاحين والأهالي: أين هي الأولويات في التغذية الكهربائية وتوريدات المياه المرتبطة بها، كقطاعات وأمكنة وتوقيت ومدد زمنية، في حسابات الرسميين المسؤولين عن ذلك؟  مطالبين دائما بزيادة ساعات وصل الكهرباء خلال فترات السقاية وزيادة مخصصات المازوت للجرارات الزراعية، ليتجاوز الفلاحين والأهالي بريف ومدن طرطوس بؤس حالتهم واحتياجهم المحق للدعم، خاصة فيما يتعلق بحوامل الطاقة.

لكن ورغم ذلك فواقع الكهرباء لم يتغير على مستوى التقليص، بل ازداد سوءا في الفترة الحالية، وتوصيل مياه الشرب والسقاية لم تتقدم خطوة الى الامام.