لكل السوريين

تربية 5 دجاجات بياضة تعادل راتب موظف

تقرير/ اـ ن

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مزحة جميلة وواقعية، قارنت راتب موظف عند الحكومة السورية، مع سعر البيض، فراتب الموظف الذي يصل وسطيا إلى 120 ألف ليرة، ما يعادل 15 دولار تقريبا، وفق سعر الصرف في السوق السوداء وهو راتب من أدنى الرواتب على مستوى دول العالم.  فالرقم 15 دولار كراتب شهري لأي موظف حكومي يعمل ما يتراوح بين 150 و175 ساعة شهريا، ليحصل على هذا الأجر الزهيد، بينما يحصل عليه أي عامل في دول أخرى خلال ساعة واحدة.

وتمت دعوة كل انسان شاب او شابة في الساحل السوري يبحث عن وظيف حكومية، إلى تربية خمس دجاجات او أكثر من ذلك حسب قدرته، فان الدجاجات البياضات سيؤمنون له راتب شهري لا يقل عن 100الف ليرة سورية، فإن الدجاجة الواحدة تبيض 300 بيضة وسطيا كل سنة ويتم ضربهم بسعر البيضة 800 ليرة سورية، أما البيضة البلدية فسعرها 1100 ليرة سورية، ومن ثم نضرب الناتج ب5 دجاجات، فتصبح خمس دجاجات تغطي راتب موظف واحد، وبدون تعب ولا دوام، وهذا يتأمر على الموظف ولا مزاجية المدير او مراقب الدوام.

والسؤال السهل والمعقد: شو قصة الفساد عندنا وليش فيه كل الأساليب الملتفة وليش عم يوصل إلى مستويات غير مسبوقة في المؤسسات الحكومية، طيب لدينا في كل البلد وليس في الساحل فحسب، العائلة المكونة من 4 أفراد تحتاج الى مصروف شهري بدون اجار بيت، الى ما يقارب المليون ونصف الى المليونين ليرة سورية. فقط لتأمين الاحتياجات أساسيات الحياة، بعيدا عن الكمالبات.

هذا بون الشاسع ما بين الواقع والنظري، الذي يتجاوز الألف بالمئة، بين متوسط الراتب الشهري، والدخل المفترض لتأمين الحاجيات الضرورية جدا، يشير إلى كارثة يعيشها الجزء الأكبر من المواطنين، ولا حلول منظورة في الأفق، فالحكومة السورية بالليل يوميا تطوشنا وتصرعنا بقصة زيادة رواتب مرتقبة، وبالنهار بتفيق الحكومة وتبلش تحكلينا عن عجز في الموازنة وعدم إمكانية زيادة الأجور والعين بصيرة واليد قصيرة وقصص مقرفة عن العقوبات وعن عدم الإنتاج وعن اساعر التصدير.

رغم ان توقعات المواطنين من زيادة الرواتب هي توقعات خفيفة وخجولة الحكومة وأنها ستكون ضئيلة، ولا شيء بهذا البلد يبشرنا بالخير فلا أرقام الموازنة السنوية هي حقيقية ولاهي تحمل أي مجال للتفاؤل، فلا رفع رواتب ولا انخفاض أسعار ولا حياة في هذا البلد الا لمافيات، إذ لا يمكن أن يتناسب  راتب أي موظف حكومي مع القدرة الشرائية،  نحن نحتاج الى زيادة تكون نسبتها ألف بالمئة، لكن من وين يا حسرة.