لكل السوريين

أسعار اللحوم الحمراء تصل لأعلى مستوياتها والمستهلك ” شم ولا تذوق”

حلب/ خالد الحسين

ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء في أسواق حلب بشكل خاص وسوريا بشكل عام ولعل أهم أسباب هذا الارتفاع ارتفاع أسعار الأغنام والأبقار في الأسواق المحلية والإقبال الشديد على شراء اللحوم الحمراء في شهر رمضان المبارك كونها تدخل كمكون رئيسي في عدد من الوجبات الرمضانية المشهورة، و هناك لدى أهالي حلب عادة تسمى “تبييض السفرة” في أول أيام رمضان، أي يصنعون طعامهم بلبن كأطباق “الشاكرية والرز” أو “الشيش برك” أو “الكبة بلبنية”، ومنهم من يصنعون الكوسا المحشية باللحم والرز باللبن، ومنهم من يحشي الكوسا فقط باللحم والبصل باللبن وتسمى الوجبة “أبلمة”.

والملاحظ أن معظم هذه الأكلات يحتاج إلى مكون أساس وهو اللحمة الحمراء التي قفزت أسعارها بشكل أدى إلى تراجع الإقبال على شرائها، إذ قد يصل سعرها إلى 100 ألف ليرة سورية في بعض الأسواق، بينما كان في السنة الماضية نصف هذا السعر.

ويشتكي الجزارون من تراجع عملهم نتيجة ارتفاع الأسعار، وقال حسن، وهو أحد الجزارين، “إن الوضع مترد جداً مع عدم وجود حركة في السوق، فأنا كلحام اشتريت اليوم كيلوغرام لحم الغنم من دون تنظيفه وتقطيعه بـ 63 ألف ليرة سورية، وحركة البيع تضاءلت إلى أكثر من النصف”.

وتابع، “الناس في حال اشتروا فشراؤهم يقتصر على كمية أقل من 200 غرام، ونحن لا نستطيع أن نردهم خائبين فهذه حال الجميع في ظل الغلاء الفاحش”.

أما سليمان وهومن أهالي حي السريان الجديدة بحلب فقد قال للسوري :” يحتاج الصائم لتناول البروتينات لتعويض ما فقده خلال صيام يوم كامل وتعد اللحوم الحمراء مصدر رئيسي للبروتين وأسعارها مرتفعة جداً مما دفعني لتنظيم جدول غذائي يخولني شراء أوقية من لحم الضأن كل أسبوع ( يعني شم ولا تذوق )”.

ويعزو بعضهم ارتفاع هذه الأسعار إلى عدم توافر رؤوس الماشية، إذ تصدر إلى الدول العربية بخاصة دول الخليج.

حلول بديلة للتخفيف على المواطن:

وإزاء ارتفاع أسعار المواد الغذائية  على اختلافها واللحوم بأنواعها فقد جعل بعض المواطنين يتجهون لشراء مواد غذائية ولحوم زهيدة الثمن من دون معرفة مصدرها أو حتى صلاحياتها، وهذا ما حذر منه القائمون على جمعية حماية المستهلك، إذ عزوا حالات الغش التي تحصل إلى محاولة التجار طرح مواد مخزنة يريدون التخلص منها بأسعار تعتبر مناسبة لنسبة جيدة من المواطنين، ولكنها تعتبر خطراً على صحتهم.

ووجهت الجمعية نصيحة للمواطنين بالابتعاد من كل ما هو جاهز للاستخدام، لأنه لا يمكن ضمان وجود بضائع جيدة أو مواد غذائية مصنعة بشكل صحي في الأسواق بسبب غلاء الأسعار التي تدفع المصنعين لاستبدال المواد بأخرى غير صالحة للاستهلاك أحياناً، كما يقوم بعضهم بتغيير تاريخ الإنتاج على العبوات، وهذا الغش لا يستطيع المواطن العادي كشفه وإنما تتم معرفته من خلال دوريات التموين، لكن يفترض بأي مادة أن تكون مغلفة وتحتوي على تاريخ الإنتاج والصلاحية ويجب الابتعاد من المعلبات ذات العبوة المنتفخة.

وكمحاولة لمساعدة العائلات قامت المؤسسة العامة السورية للتجارة (مؤسسة عامة) بطرح ما عرف بالسلة الغذائية في مختلف فروعها وصالاتها المنتشرة في البلاد بسعر أقل مما هو معروض في السوق، وتتضمن هذه السلة بعض الحبوب والزيت والشاي وغيرها من المواد الغذائية والخضار واللحوم بكميات قليلة، وبحسب المؤسسة فقد بيعت خلال أول يوم من رمضان 800 سلة غذائية.