لكل السوريين

طرطوس.. شركة الصرف الصحي تهدد بكارثة بيئية

طرطوس/ أ ـ ن

تأخر تنفيذ محطات معالجة الصرف الصحي في المحافظة طرطوس، والتي لم تشهد سوى إنجاز ثلاث محطات صغيرة في ريف المحافظة، فيما بقيت المحطات الضرورية الكبيرة خارج دائرة الاهتمام الفعلي والجدي، فيما مأساة التلوث بمياه الصرف الصحي تزداد تفاقما وانتشارا، وأدى التأخر في إنجازه لأضرار كبيرة وزيادة في تكاليف الأعمال الإنشائية ونقص التمويل وصعوبة استيراد التجهيزات.

السيد جبران وهو مهندس مدني في مؤسسة الصرف الصحي بطرطوس أوضح قائلا: كان يجب أن تنجز مشروعات الصرف الصحي ومحطات المعالجة بما يساهم في تخفيف الآثار السلبية على البيئة والصحة وضمان عدم تلوث المياه الجوفية والينابيع ومشروعات مياه الشرب وشاطئ ومياه البحر، فقد توقفت مشروعات محطات المعالجة المتعاقد على تنفيذها بتمويل خارجي وداخلي نتيجة انسحاب الشركات والمتعهدين من الأعمال وحاليا يتم التركيز على تذليل الصعوبات خاصة المتعلقة بإنجاز المحطات الكبيرة والمهمة كمحطة معالجة الدريكيش والدلبة ومحطة صافيتا وبرمانة المشايخ، والتي تهدد بتلوث أهم مصادر المياه في المحافظة.

السيدة رباب وهي مهندسة في نفس المؤسسة أضاف قائلة: هنالك وجود صعوبات عدة اعترضت تنفيذ مشروعات محطات المعالجة ما أدى لتأخر تنفيذها أولها اعتراض الأهالي على مواقع إقامة بعضها كالدريكيش والدلبة واليازدية وصافيتا إضافة لانسحاب الشركات الأجنبية المنفذة من استكمال الأعمال نتيجة ظروف الأزمة كمحطة معالجة طرطوس والرمال وزاهد وعدم إيفاء المتعهدين بالتزاماتهم العقدية في إنجاز الأعمال في محطات أخرى كمحطة معالجة بمسقس وبعمرة.

واكملت: تقوم مديرية البيئة بمراقبة نوعية مياه الشبكات العامة ومياه الينابيع والآبار العامة والخاصة وإجراء كشوف وتحاليل وقطف عينات من المسطحات المائية المختلفة وتقييم النتائج وتقديم المقترحات اللازمة، كما نعالج الشكاوى المقدمة المتعلقة بقضايا التلوث المائي.

السيد علوان وهو مهندس في التخطيط المركزي بين وقال: تزايد حالات تلوث آبار مياه الشرب نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي ومخلفات معاصر الزيتون وخاصة في فصل الشتاء نتيجة الأمطار الغزيرة ونقوم بضخ المياه الملوثة خارج الآبار لفترات طويلة كما نراقب نوعية المياه بشكل مستمر في كافة المشروعات للتأكد من عدم تلوثها ومطابقتها للمواصفات إضافة للتعقيم المستمر لمياه الشرب في كل مشروعاتنا وعليه يجب إيلاء موضوع إقامة محطات المعالجة أهمية أكبر، وخاصة تلك المصبات القريبة من الأنهار والينابيع والمسطحات المائية والتي تشكل الخطر الأكبر على الأمن المائي مستقبلا.

واردف قائلا: لا تزال مدينة طرطوس، تنتظر إنجاز مشروع صرفها الصحي الذي أنفق على بنيته التحتية، وتجهيزاته الكهربائية والميكانيكية، مئات الملايين بأسعار تلك الأيام، الغريب أن تعثر مشاريع الصرف الصحي لا يقتصر ولا يتوقف على مشروع مدينة طرطوس وحسب، بل يطال كل مشاريع المحافظة في صافيتا لحماية بحيرة سد الباسل، والشيخ بدر لحماية بحيرة سد الصوراني المخصصة لمياه الشرب، والدريكيش لحماية بحيرة سد الدريكيش، ما أبقى على هذه المحافظة، السياحية بامتياز، ومياه أنهارها وينابيعها وسواقيها ومياهها الجوفية وبحرها عرضة للتلوث بمخلفات الصرف الصحي، كل لحظة، لأنها لم تتمكن من إنجاز أي مشروع للصرف الصحي طوال هذه العقود، إذا استثنينا مشروع معالجة محطة تعنيتا اليتيم.

تعاني أغلب مناطق وقرى وأحياء محافظة طرطوس من تلوث الصرف الصحي الذي يهدد البيئة ويتسرب إلى المياه الجوفية والينابيع والآبار وبالتالي يلوثها، فضلا عن استهدافه، خلال خط سيره، التربة والبساتين ومحاصيل المزارعين منذرا بكوارث بيئية وصحية وإنسانية.

السيد حازم وهو يعيش في إحدى القرى بريف طرطوس قال لنا: أنهم يعيشون على رائحة الصرف الصحي المقززة نتيجة كثرة انتشار الجور الفنية في الكثير من الأحياء، كما يتكبدون تكاليف مادية إضافية في شفطها، إضافة إلى تحملهم الروائح النتنة، التي تنتشر في المكان وتمنعهم من الجلوس أمام شرفات منازلهم، ولا سيما في فصل الصيف، مع انتشار الحشرات والقوارض في ظل غياب الرش وعدم تعاون الوحدات الإدارية مع الأهالي الذين يشتكون بين الفينة والأخرى للبلدية دون حلول شافية.

السيد كامل من قرى في ريف الشيخ بدر قال لنا: عدم وجود صرف صحي في القرية، إذ تم رفع طلبات ومراسلات وأتت لجان وكشفت على أرض الواقع وأعطت وعود منذ سنوات ولازال الوضع على حاله، حيث أن الصرف الصحي ينفذ في أماكن على حساب آخري وفق المحسوبيات، وأكد الأهالي أن الصرف الصحي سيء جدا، وتحديدا الأبنية السكنية، علما أنهم قدموا شكاوى إلى مجلس المدينة مئات المرات دون جدوى، مشيرين إلى أنه وفي فصل الصيف قاموا بجمع مبالغ مادية كبيرة من الأهالي كما أتت آليات صرف صحي من طرطوس لشفط الحفر الفنية.

على أرض الواقع خروج أكثر من نصف كمية مياه المشروع خارج الشبكة فأصبحت كمية المياه الواصلة إلى مجمعات التوزيع غير كافية لتتوزع باتجاهين حسب ما تم تصميم المجمعات لأجله، فقام المواطنون بتكسير الحواجز البيتونية ضمن المجمعات لتوجيه المياه القليلة الواصلة إلى المجمع باتجاه واحد، هنا بدأت المشاكل والخلافات بين الأهالي وتدخلت الشرطة عدة مرات مما تسبب في حدوث مشاكل وخلافات اجتماعية متعددة بين الأهالي وأصبحت بساتيننا معرضة لليباس والتصمغ والأمراض العديدة بسبب العطش.