لكل السوريين

لا تبالغ في المجاملة كي لا تسقط في بئر النفاق

يقول وليم شكسبير (أعطاك الله وجهاً وأنت تصنع آخر) أي لاتكن منافقاً، والنفاق هو أن يظهر الانسان غير ما يعتقد، وأصل الكلمة؛ (حسب القاموس) مشتق من لفظ نفق وهو النفق الذي تحفره حيوانات كالجرذ والقضاعة والأرانب وهي التي لا تستطيع العيش إلا في سراديب لها فتحتان، بحيث تستطيع الهرب إذا ما انقض عليها عدوها، وقد أطلق لفظ منافق على “الرجل الذي يجعل لنفسه وجهين” حسب الموقف، والنفاق زيف أخلاقي فالمستحسن أن لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر أو سرداب النفاق.

والنفاق أنواع منه النفاق الاعتقادي، والنفاق العملي ويظهر ذلك بالكذب والبغض والفرح، أما النفاق العملي. فيتمثل، بأفعال المنافقين مع وجود الإيمان في القلب، بمعنى آخر المنافق فيه من النفاق خصال ومن الإيمان أيضاً، وأيهما كان أكثر من الآخر فقد غلب، والشخص المنافق هو إنسان وصولي و”مساح جوخ” كما نقول في عاميتنا الرقاوية المحكية يسعى جاهداً إلى بلوغ غايته وبأي وسيلة كانت ومهما كلفه الأمر، كما أنه يقوم ويخطط بدناءة ووضاعة لتحقيق مآربه ومصالحه، ولو كان ذلك على حساب الحق والغير والمصلحة العامة، ويرى علماء النفس أن المنافق ضعيف الشخصية وقليل الحيلة، حيث انه يتخذ من النفاق وسيلة مبالغة في مدحه لمعلمه ومديره، ويعطيه من حلو اللسان حيلة دفاعية لاشعورية لحماية نفسه ومصالحة، والمنافق رعديد ودائم الخوف من ضياع فرصة او منصب، فالنفاق ضعف الشخصية ومفسدة لنفس صاحبه وآفة تنال من صفاته واحترام الناس إياه، والمنافق يحاول إفساد من يخالطونه في الوظيفة.

فحذارِ من المنافقين في مؤسسات الدولة، وأن أسوأ مظاهر النفاق وأعلاها مفسدة أن تتسم بطانة مدير العمل الوظيفي، او سلطة، أو نفوذ بتلك الصفة التي تغلِّب المجاملة على المصلحة العامة.

واليوم في عالم التواصل الاجتماعي، وفي المطبوعات الإخبارية من جرائد ومجلات، نجد أن النفاق قد كثر، ويظهر ذلك من خلال التعليقات والمنشورات، التي تظهر المديح والنفاق والمجاملة، التي ترفع من معنويات الناشر والناقد والصحفي والمحرر في محبيه، والإنسان يحب ذلك خاصة وأن النفس الإنسانية مجبولة على المدح والاطراء، ومن خلال تصفحنا وقراءتنا لمنشورات أصحابها أكانوا مسؤولين أو مشرفين في المجموعات الفيسبوكية، وكافة وسائل النشر والصورة المرئية، نجد أن النفاق هنا يرمي إلى مدح الشخص لشخصه لا لفعله إن كان مميزاً أو غير ذلك.

ما أجمل أن نبتعد عن النفاق بكل أشكاله، فالناس ستكتشف ذلك لأن حبله قصير مثل الكذب، وعلينا أن نقترب من الكلام الصادق في التعليق والثناء لأن ذلك يعزز الإيجابيات والصدق بعيداً عن النفاق.