لكل السوريين

محافظة السويداء.. اشتباكات مسلحة قد تنذر بالأسوأ

السويداء/ لطفي توفيق 

وقعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عناصر من الأمن العسكري ومجموعات محلية تابعة له، مع عناصر قوة مكافحة الإرهاب التابعة لحزب اللواء، في قرية خازمة الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي لمحافظة السويداء.

وكانت المجموعات المهاجمة قد طوّقت القرية، بينما تحصن عناصر قوة مكافحة الإرهاب في بعض بيوتها.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصر من الأمن العسكري، وإصابة ستة أخرين، بينهم مدنيين، تم إسعافهم إلى مشفى سالة، واحتراق ثلاثة بيوت وتضرر أخرى.

وكانت المخابرات العسكرية قد اتهمت القوّة، بسلب إحدى سياراتها في ريف السويداء الشرقي، ودفعت بتعزيزات إلى محيط القرية حيث يقيم قائد القوة.

في حين اعتبرت مصادر محسوبة على القوّة، أن المخابرات دبّرت هذه التهمة بالتعاون مع الدفاع الوطني لمهاجمتها.

وبعد انسحاب قوة مكافحة الإرهاب من القرية باتجاه البادية، اقتحمها المهاجمون وقاموا بتفتيش البيوت من ضمنها بيت متزعم القوّة، وأحرقوا سيارتين ثم انسحبوا بعد تثبيت نقطة أمنية شرقي القرية.

استياء شعبي

بعد توقف الاشتباكات في القرية قامت المجموعات المهاجمة بملاحقة عناصر قوة مكافحة الإرهاب المنسحبة، واشتبكت معهم في منطقة “المزرورة” القريبة من الحدود الأردنية خلال محاولتهم الوصول إلى قاعدة التنف.

وعادت إلى مدينة السويداء وسط إطلاق نار في الهواء احتفالاً بما اعتبروه انتصاراً على القوّة.

وفي صباح اليوم التالي استفاق أهالي السويداء، على جثة قائد قوّة مكافحة الإرهاب، مرمية بجانب دوار المشنقة، وسط المدينة مع ورقة حملت الكثير من عبارات التشفّي.

وأشارت المعلومات إلى فقدان عدة أشخاص من أفراد مجموعته، مع تضارب الروايات حول مصيرهم، بين الحديث عن مقتل قسم منهم، وأسر القسم الأخر، ومعلومات تشير إلى أنهم تواروا عن الأنظار في البادية.

ورغم أن القوّة، لم تكن تحظى بتأييد شعبي من أهالي المحافظة، إلّا أن الهجوم على قرية آمنة، والانتهاكات ضد المدنيين أثار استياء كبيراً بين أبناء المحافظة، كما استهجن الكثيرون منهم  نشر صورة الجثة المرمية في الشارع، والعبارات التي رافقتها.

بداية لمواجهات أكبر

قبل وقوع الاشتباكات، تم تداول أنباء عن نية إعادة دعم بعض الفصائل المحلية لمواجهة الوجود الإيراني في الجنوب السوري انطلاقاً من محافظة السويداء وقاعدة التنف الأمريكية، من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى.

بما عزز الانطباع بأن توقيت توجيه الضربة لقوّة مكافحة الإرهاب التابعة لحزب اللواء، جاء ضمن هذا السياق، وفي وقت تعيش فيه المنطقة حالة من الترقب واحتمال التصعيد بعد فشل محاولات إبعاد إيران وميليشياتها عن الحدود الأردنية والحدود مع الجولان المحتل.

وقد تكون هذه الاشتباكات بداية لمواجهات أكبر بين الأطراف الساعية لضرب المصالح الإيرانية في المنطقة، والأطراف المدافعة عنها.

وقد تنذر في حال وقوعها، بالأسوأ على صعيد محافظة السويداء، خاصة أن معظم عناصر الجهتين المتقاتلتين كانوا من أبناء المحافظة.