لكل السوريين

“الكمأة”.. التنقيب عن الموت في البادية السورية

حمص/ بسام الحمد

وصل سعر كيلو الكمأة في سوريا إلى نحو 120 ألف ليرة، في الوقت الذي تحذر منه الجهات الأمنية المواطنين من التوجه إلى البادية السورية لجمع النبتة لوجود خلايا “داعش”.

ومنذ منشهر تقريباً نحو 53 شخصاً قتلوا خلال جمع الكمأة في بادية حمص الشرقية، توجهت فيها أصابع الاتهام لخلايا التنظيم الذي يجد حرية للحركة في البادية.

ويجمع السوريين الكمأة من البادية في هذا الوقت من كل عام، وتعتبر النبتة مصدر دخل للكثير من أهالي حمص وتدمر وحماة أيضاً، وخاصة القريبين من البادية.

وتستمر التحذيرات من التوجه للبادية لجمع الكمأة، لأنها “لم تعلن منطقة آمنة بعد، وتشهد عمليات تطهير من خلايا تنظيم داعش”.

وقالت مصادر أن العديد من القطاعات في البادية مزروعة بالألغام والعبوات الناسفة، وأن عناصر القوات الحكومية و”القوات الرديفة” تعمل على نزعها وتفكيكها قدر استطاعتها.

في حين أن بعض متعهدي الكمأة يرغّبون المواطنين بأجرة الساعة لجمع الكمأة وهي نحو 2500 ليرة، بينما يبيعون هم الكيلو بنحو 80 ألف ليرة.

وقال باعة في مدينة سلمية إنّ سعر كيلو الكمأة يتراوح بين 90 – 100 ألف ليرة وقد يصل إلى 120 ألف ليرة وذلك بحسب حجمها ولونها. مشيرين إلى أن البنية أغلى من البيضاء، وهي مرغوبة أكثر للمطاعم والفنادق بحماة والمحافظات الأخرى.

و”موسم الكمأة” الذي ينتظره السوريون الفقراء كلّ عام، يبدأ مع حلول فصل الشتاء وهطْل الأمطار، خاصةً خلال كانون الثاني وشباط، حيث يجوبون البادية ويضربون أرضها بحثاً عن الكمأة ثم بيعها، باعتبارها مصدرَ دخلٍ يسدّ بعض احتياجاتهم في ظل الأوضاع المعيشية القاسية.

لكن منذ عام 2018، باتت عملية البحث عن “الكمأة” محفوفةً بالمخاطر، إذ شهدت العديد من مناطق جنيها في دير الزور والرقة والسويداء والريف الشرقي من حلب وحماة، انفجار العديد من الألغام وذخائر مخلّفات الحرب، التي أودت بحياة العشرات من عمّال جني الكمأ.