لكل السوريين

اقتلوا هذا الوحش

لطفي توفيق

قد نكون في قلب الحرب الطائفية غير المعلنة في لبنان والعراق..

وربما في سوريا..

أو على أطراف هذه الحرب..

وربما نقف.. بأكثر الحالات تفاؤلاً..

على باب جهنم الطائفي الذي فُتح على مصراعيه بعد أن قرعه كثيرون..

قرعه الذين يقتلون الحسين من جديد..

ليبتكروا سبباً متجدداً لتعميق الكراهية في الصدور التي أرادوا لها أن تُقفل على سواد متشعب.

وقرعه الذين يعلقون “أبو ذر الغفاري” من رموشه..

لتتسع ابتسامة الدواعش..

وتترسخ إمبراطورتيهم القائمة على السواطير والذبح..

وقرعه الذين يسحقون “ابن رشد” كل لحظة..

ليضعوا إنجازاتهم أوسمة على صدور طالبان وبوكو حرام والإخوان.

وقرعه قبل ذلك الذين نحروا أكثر من يوحنا المعمداني..

أملاً بهزة إضافية من خصر “سالومي” المياس..

والذين صلبوا المسيح مرة أخرى..

وباعوا دمه لصالبيه الأوائل ليلبس الأشقر قلنسوة تلموديه..

أمام حائط المبكى في القدس الذبيحة من الوريد إلى الوريد..

باب جهنم الطائفي مفتوح على مصراعيه..

والخطر الأخطر.. قادم.

عندما يحدث صراع بين طرفين..

ويتحول إلى معركة يمكن إيقافها لاحقاً..

ويمكن تضميد الجراح ولملمة آثارها..

ولكن عندما تدخل مفردات هذا الصراع وهذه المعركة في ثقافة الناس..

وتسهم بتشكيل وعيهم ورؤيتهم..

عندها يدخل الوحش الطائفي بين القلم والورقة في معظم ما يُكتب..

ويلغي قصص العشق النبيلة بين الأرض والإنسان..

وعندها تقع الكارثة الأكبر..

ويصل الخطر الأخطر.

وحش الفتنة الطائفية نصف نائم..

والكثيرون يسعون إلى إيقاظه..

فلا عذر لمن يكتفي بلعن من يوقظه..

فأضعف الإيمان لا يقف في وجه كارثة بهذا الحجم..

قادمة بهذه السرعة لتحرق الزرع والضرع والحضارة والتاريخ..

وفوق ذلك وقبله الإنسان.. مهما كان طيفه الفكري أو المذهبي..

فالوحش إذا انطلق لا يميز بين أحمد وعلي والياس وفاطمة.

في حالة كهذه..

لا بد من كسر اليد التي تصر على إيقاظ هذا الوحش الذي نام دهراً..

وبدأ يصحو من جديد..

والمنطقة بكل جراحاتها المزمنة.. والمستحدثة..

مدعوة إلى مواجهته قبل أن يستعيد أنيابه ومخالبه..

وقبل أن يستفحل في أعماق الأجيال القائمة والقادمة..

ويمتد بظله الأسود على المنطقة بكل تفاصيلها..

فقط.. اقتلوا هذا الوحش.