لكل السوريين

العمرة السنوية في مصفاة بانياس

العمرة السنوية في مصفاة بانياس

طرطوس/ أ ـ ن

مصفاة بانياس هي مصفاة تكرير نفط تقع شمال مدينة بانياس على ساحل سوريا الغربي، المصفاة هي واحدة من مصفاتي النفط الوحيدتين في سوريا، إلى جانب مصفاة حمص، ومصفاة بانياس هي الأكبر إنتاجا من بينهما، إذ تنتج 130,000 برميل يومياً، فيما تنتج نظيرتها بحمص 110,000 برميل يومياً، كما يُمكِن للمصفاة تكرير 6 ملايين طنٍّ متريّ من النفط الخام سنوياً، مغطية جزءاً بارزاً من الحاجة المحلية للمشتقات النفطية من المازوت والوقود والغاز والأسفلت، تتبع مصفاة بانياس إدارياً شركة مصفاة بانياس التابعة بدورها لوزارة النفط والثروة المعدنية بسوريا.

تقع المصفاة شمال مدينة بانياس، وتتربع على مساحة حوالي 3.5 كيلومترات مربَّعة، تخضع المصفاة لعملية إصلاح سنوية تُسمَّى العمرة السنوية، تتوقف خلالها عن العمل بالكامل، ويبلغ طولها عدة أسابيع تكون في شهري أيلول وتشرين. تسدّ المصفاة حاجة المحافظات السورية من الكثير من المشتقات النفطية، والتي تُنقَل عبر القطار من محطة قطار بانياس إلى المدن الأخرى.

المهندس حسن وهو في موظف في القسم الإداري للمصفاة، أعلمنا: ان مصفاة بانياس تأسَّست بموجب العقد رقم 20 لعام 1974، حيث أقيمت شركة مصفاة بانياس العامة التابعة لوزارة النفط والثروة المعدنية التي تعاقدت للعمل على المشروع مع شركة رومانية، وبدأ العمل على إقامة المصفاة في شهر أيلول من سنة 1975، وبدأت تجارب تشغيلها الأولية في 28 من تشرين الأول سنة 1979، وكان عدد تجارب التشغيل في تلك السنة 19 تجربة، ثم 131 في سنة 1980، ثم شغلت بشكل كامل لتجارب الضمانات في سنة 1981، وأخيراً افتتحت في 21 من آذار سنة 1982. وقد تمكَّنت المصفاة بالواقع من العمل بنسبة 102% -117.08% من طاقة تكريرها المفترضة بالأصل، والبالغة 6 ملايين طن سنوياً، وأضاف: لقد أوقفت المصفاة عن العمل في شهر أيلول لعام 2020 بغية إجراء أعمال صيانة موسعة أو ما يعرف ب العمرة بعد توقف أعمال الصيانة لمدة سبع سنوات متتالية ومن المتوقع زيادة انتاج البنزين بنسبة 25%

السيد مراد وهو مساعد مهندس وفني صيانة في المصفاة أخبرنا: تحت أشعة الشمس وفي مواقع عمل مختلفة على امتداد مساحة المصفاة، والعمال على الأرض والأبراج وداخل الأفران وخارجها يبذل عمال الشركة والفنيون والمهندسون فيها جهوداً مضنية لاستمرار العمل وإنجاز العمرة السنوبة للمصفاة بأسرع وقت ممكن.

العامل في قسم الكبريت السيد تمام أوضح لنا: ست ساعات متواصلة من العمل اقضيها بوضع القرفصاء داخل خزان لا يتجاوز قطر الدخول إليه سبعين سم يفك البراغي القديمة وبتفحص المكان من الداخل والتأكد من سلامته ويصلح ما يلزم إصلاحه وتغيير ما يجب تغييره، في العمرة بدأنا العمل من أعلى البرج بعد أن أجرينا له التهوية ثم دخلت البرج لفك الصواني وتبديلها ووضع براغ جديدة.

والسيد جهاد العامل في قسم الميكانيك وبيديه اللتين طغى عليهما سواد الشحم نتيجة صيانة الآلات، أخبرنا: انه يقوم بعمله مع عدد من زملائه الذين تبدو عليهم الآثار ذاتها أعمال فك المبدلات، واوضح أن دوامه يبدأ يومياً في الساعة السابعة صباحاً ويستمر حتى الساعة الرابعة والنصف حيث تأتي دفعة ثانية من زملائه لاستكمال العمل حتى وقت متأخر ليلاً كي لا تتوقف أعمال العمرة.

السيد المهندس رامز من قسم الإطفاء مجموعة الأمن والسلامة في قسم التقطير اوضح لنا حول المخاطر التي يتعرض لها العمال اثناء العمرة:  كثيرة هي المخاطر التي قد يتعرض لها العمال لكن تحقيق شروط السلامة من أولويات العمل، وإن المخاطر متعددة نتيجة العمل على ارتفاعات عالية على الأبراج والمبدلات والمراوح والمجموعات العاملة ضمن الأفران والتي تقوم جميعها بأعمال صعبة وشاقة وطويلة وتحتاج إلى روافع وخبرات وهنا لا بد من الكشف على الغازات الموجودة وطبيعتها وهل هي انفجارية وسامة أو غير سامة وبالتالي لا بد من التأكد من سلامتها قبل دخول العمال إليها.

السيد المهندس سعيد وهومن دائرة صيانة المضخات والضواغط والعنفات البخارية والمراوح والذي يعمل تحت البرج الأساسي للتقطير الجوي بين: ان عمل المصافي بشكل عام فيه الكثير من المخاطر، أن مهمتنا إجراء صيانة للبرج ليكون جاهزاً للعمل وقت الإقلاع القادم، واضاف حول بعض المخاطر التي يتعرضون لها من حرارة عالية واستنشاق غازات ويؤكد أنهم يتخذون الاحتياطات اللازمة.

السيد المهندس علم في دائرة الكبريت والإسفلت في قسم الكبريت قال لنا: انا هنا اراقب من على أحد الأبراج وعلى ارتفاع يقارب 50 متراً عمليات صيانة البرج وأضاف أن العمل يتطلب منهم أخذ الحيطة والحذر من الأخطار التي قد يتعرضون لها مثل السقوط وأذية الجسم نتيجة تلامسه مع الآلات الميكانيكية.

المهندس محسن في قسم الإطفاء والأمن الصناعي تحدث عن إجراءات السلامة خلال العمرة، إن هناك نوعين منهما ما يتعلق بحماية العاملين والأخر بحماية المنشأة تؤمن الشركة اللباس العمالي من بدلات وخوذ وأحذية مجاناً إضافة إلى عدة خاصة بالأماكن المغلقة والتي يتم قبل الدخول إليها تنظيم ورقة سماح بالعمل يتم بموجبها التأكد من سلامة هذه الأماكن وإمكانية دخول العامل إليها وخلوها من الغازات ، كما يتم تأمين تهوية خاصة للعامل قد تكون عن طريق كمامة مع خرطوم طويل أو جهاز تنفس خاص وهناك أيضاً فلاتر مصممة وفق المعايير العالمية وتتم صيانتها باستمرار للتأكد من جاهزيتها، أما القسم الثاني من أعمال السلامة فيتعلق بالمنشأة بشكل عام ففي حال حصل حريق هناك عناصر الإطفاء موزعين في كل مكان ومزودين بالمواد اللازمة للإطفاء من بودرة وفوم ومياه وغيرها ومدربين على طريقة التعامل مع كل حريق حسب نوعه.

المهندس سلوم في قسم العمل في قسم الكبريت والإسفلت حيث يتم تفريغ وفك المبردات المائية وأعمال صيانة متعددة، يؤكد أن العمرة الحالية ضرورية حيث لم يتم إجراء صيانة للمصفاة بسبب ظروف الحرب والحصار وأن الأعمال اقتصرت خلال السنوات الماضية على إصلاحات جزئية وحسب العطل لنعود للعمل خلال أيام قليلة، ويضيف، قبل البدء بالعمرة كانت هناك حالة من التوقف لجميع الأعمال بالمصفاة لمدة خمسة أيام تم خلالها تجهيز المواقع للعمل من عمليات تفريغ وكسح وتبريد وتخميد وعزل الدارات تمهيداً للبدء بأعمال الصيانة.

المهندس مضر في قسم الإنتاج في الشركة تحدث قائلا: ان العمرة الحالية ضرورية فرضت نفسها نتيجة الأعطال المتكررة طوال السنوات الماضية حيث عملت المصفاة منذ عام 2013 دون أي صيانة شاملة مؤكداً أن حجم العمل كبير وأن العمال يبذلون أقصى جهد لإنجازها بأقصى سرعة ممكنة وأن العمل مستمر ليلاً نهاراً، ويضيف، بانتهاء الأعمال من المتوقع أن يتحسن الإنتاج وتزيد الحمولة بنسبة 25 بالمئة عما كانت عليه قبل العمرة مؤكداً أنه مع إقلاع المصفاة المقبل ستكون هناك فرصة لتأمين نحو 90 بالمئة من حاجة السوق من المشتقات النفطية.