لكل السوريين

دون حل يلوح في الأفق.. حالات التسمم نتيجة المياه الملوثة تزداد بريف دمشق

دمشق/ روزا الأبيض

ذكرت مصادر طبية ومحلية في ريف دمشق، ان حالات التسمم تستمر ومنذ اكثر من عام في مناطق عدة بالداخل السوري، بسبب تلوث المياه خلال الأيام الماضية، دون أي حل يلوح في الأفق؛ او تدخل الجهات المعنية.

فقبل عام رصدت صحيفة السوري عدد المتضررين جراء تلوث المياه، إلا انه وبعد عام لازال الأهالي يعانون من المشكلة ذاتها، دون الاطلاع على اوضعاهم من قبل الجهات المعنية، او اتخاذ أي اجراء من اجل تعقيم المياه.

فيما تعاني مدن وبلدات في جنوبي وغربي ريف دمشق من تلوّث شديد في مياه الشرب، وسط تعتيم إعلامي حول نتائجه المرضيّة المتفاقمة بين السكان في تلك المناطق.

وتعود المشكلة الأساسية في تلوث مياه الشرب في تلك المناطق إلى سوء نوعية الأنابيب الناقلة للمياه، وعدم تغييرها منذ فترات طويلة، إلى جانب وجود الكثير من الحفر الفنية بالقرب من الآبار وينابيع المياه بسبب المخالفات المنتشرة بكثرة.

وقال اطباء وممرضين، في لقاء مع صحيفتنا “إن هذه المشكلة ليست جديدة، إنما هي على مدار العام ولكن تزيد بشكل كبير مع قدوم فصل الصيف، وأضافوا أن معظم المصابين يعانون من حالات متشابهة، مثل “الإسهال والإقياء وحرارة مرتفعة ومغص في أسفل البطن، إلى جانب حالة الإعياء والتعب العام”.

وحذرو أيضاً؛ سكان تلك المناطق إلى تجنب شرب المياه العادية والاستعاضة عنها بمياه معدنية معقمة (مياه الصحة)، رغم الإشاعات التي تقول إن المياه المعدنية أيضاً باتت مؤخراً غير موثوقة حيث لا رقابة عليها أبداً، ونصح بالتزام حمية صحية لمدة أسبوع أو أكثر بحسب التحسن يتناولون فيها بطاطا مسلوقة ولبناً وكعكاً من ون سمسم إلى جانب الإكثار من الموز والتفاح في حال توفره.

وقال خالد السعيد احد سكان مدينة قطنا “أن مياه الشرب التي تصل إلى البيوت في منطقتنا وما حولها سيئة جداً، وأحياناً تصل بلون بني، فلا تصلح حتى للتنظيف وغسيل الملابس فكيف للشرب؟، مشيراً إلى أن ذلك كله بسبب الإهمال وعدم تعقيم الماء وفلترتها بشكل جيد.

كما تواجه تلك المنطقة، إلى جانب التلوث في المياه، أنها مع دخول فصل الصيف تصبح شحيحة في وصولها إلى المنازل، حيث يضطر السكان إلى شراء المياه عبر “الصهاريج” ما يزيد من أعبائهم المادية.

وقالت أم رضا، أعلم أن المياه أحياناً تكون ملوثة أو غير نظيفة تماماً، ولكن أفضل من انعدامها، خصوصاً أننا نسكن في الطابق الثالث، والمياه لا تصل إلينا لأنها ضعيفة، وتحتاج إلى تقوية بـ (مضخة المياه) حتى تصل إلى الشقق والخزانات على الأساطيح.

وأضافت أن قطع الكهرباء المستمر لساعات تقنين طويلة، يجعلنا بلا كهرباء وبلا ماء أيضاً، ما يدفعنا لشراء الماء من الصهاريج، وبالطبع الأسعار مرتفعة، وفي استغلال لحاجتنا، حيث يبلغ سعر برميل الماء 5000 ليرة سورية، والخزان خمس براميل 20 ألف ليرة، لا يكفي أكثر من يومين مع اقتصاد شديد.

وأكّد أبو سامي أن الشكاوي التي قدمت كثيرة، ولكن فوضى لا أحد يستجيب، ترسل إلى وزارة الصحة، يقولون الأمر عند مديرية المياه والصرف الصحي، ترسل للجهة الأخرى لا أحد يرد وإن رد فيؤكدون أن الحل قريب ونعمل على إصلاح الأعطال.

منذ سنوات تشهد مناطق ريف دمشق الغربي حالات تسمم مشابهة، بسبب تلوث مياه الشرب، وعدم اكتراث مؤسسات المياه التابعة للنظام السوري بتلك المشكلة.

وعانت الحالات من آلام معوية وإعياء شديد، وهي الحالات نفسها المنتشرة حالياً في قطنا وعرطوز والبلدات المحيطة، حيث يلجأ السكان إلى عيادات الأطباء الخاصة في ظل الوضع السيء في المستوصفات والمشافي الحكومية.

ووصل عدد حالات التسمّم في المعضّمية إلى ما يقارب الـ 4800 حالة بينهم نساء وأطفال، بينما توفي رضيع (5 أشهر) من المدينة بسبب تعرضه لإنتان معوي حاد، نتيجة المياه الملوثة، بحسب صحيفة “الوطن”.