لكل السوريين

الغلاء يصدم الأدوات المنزلية باللاذقية ويحرم الأهالي من التعويض

 اللاذقية/ سلاف العلي

السكن في منزل جديد وشراء أساس جديد يعتبر وهما كبيرا، حيث الارتفاع الكبير في أسعار أساس المنازل والمستلزمات الأساسية وتلك المتعلقة بالمطابخ التي شهدت أسعارها ارتفاعات كبيرة خلال الأشهر الماضية.

فقد سجلت الأواني المنزلية ومستلزمات المطابخ ارتفاعات عالية في أسعارها، جعلتها بعيدة عن متناول النسبة الأكبر من العائلات في الساحل السوري، أم من يريد السكن في منزل جديد، فيحتاج ربما العمل لسنوات طويلة من أجل شراء مستلزمات المطبخ فقط، قياسا على معدلات الأجور.

لقد تعرضت مستلزمات المنزل الى ارتفاعات في أسعارها، في أسواق اللاذقية فقد اصابتها عدة هزات ارتدادية، فقد لاقت الأواني المنزلية والأطباق موجات من الغلاء، حيث وصل سعر طقم فناجين القهوة الشعبي وسطيا الى 85ألف ليرة سورية، مع العلم انه لا يتجاوز سعره 25ألف ليرة سورية فقط، بعد إضافة نفقات الرسوم والشحن، أنه يباع بسعر يفوق سعره الحقيقي بنسبة تبلغ نحو 300بالمئة.

العائلات بالساحل تلجأ عادة إلى سوق الأغراض المستعملة من أجل سد احتياجاتها المتعلقة بالمستلزمات المنزلية، خاصة أولئك الذين يقدمون على السكن في بيت جديد، فمن المستحيل عليهم شراء مستلزمات المنزل من المتاجر التي تبيع المستلزمات الجديدة.

وترافق ذلك مع استمرار انخفاض القدرة الشرائية للسوريين عموما، يوحي بمزيد من انهيار الوضع المعيشي، إضافة الى حركة الاقتصاد الضعيفة التي تشهدها الاسواق، بسبب انخفاض قدرة الأهالي على شراء السلع الجديدة والتوجه نحو السلع المستعملة والرديئة بسبب انخفاض أسعارها.

السيدة ليلى متزوجة حديثا وتسكن مع زوجها في بيت جديد في احدى ضواحي اللاذقية اكدت ان 90 بالمئة من أساس منزلها مستعمل”، وأنها لم تشترِ أدوات سوى بضعة أشياء وكهربائيات كالبراد والتلفزيون، وهي وزوجها منذ ثلاثة أشهر يقومون بجولات شبه يومية على أسواق بيع الأدوات المستعملة، واشتروا مستلزمات المطبخ والعفش وغرفة الضيوف، ومع ذلك فقد أنفقوا ما لا يقل عن 7ملايين ليرة سورية ولم نشتري جميع المستلزمات بعد، وربما كنا سنحتاج لمضاعفة المبلغ عدة مرات لو أردنا شراء الأدوات جديدة من المتاجر.

أحد أبرز أسباب ارتفاع أسعار الأدوات المنزلية، هو حظر استيرادها بشكل قانوني وعدم وجود صناعة محلية تلبي حاجة السوق، حيث أن جميع الأدوات التي تأتي من خارج سورية، يتم إدخالها تهريب بطريقة غير شرعية.

ان الموظف حتى ولو كان يحصل على سقف الرواتب، فإنه لا يستطيع الاعتماد على الراتب الشهري لسد احتياجات منزله الشهرية من إيجار منزل وفواتير ومصروف شهري، خاصة مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم في البلاد والانهيار المتواصل للعملة المحلية، فمتوسط الدخل لا يمكن أن يكفي لسد الاحتياجات الأساسية، فكيف يمكن الادخار منه.