لكل السوريين

بسبب فقد المعيل… فتيات يقتحمن سوق العمل في مدينة حمص

السوري/ حمص 

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة عمل الفتيات في مجالات متنوعة كالمطاعم والمحال التجارية والبسطات مقابل أجور زهيدة في محافظة حمص وسط البلاد، وذلك نظرا لقلة الشبان الذين أجبرتهم الحرب على الهجرة خارج البلاد أو ألتحاقهم بالخدمة العسكرية والحاجة إلى المال لتأمين مستلزمات الحياة.

وقالت إحدى الفتيات وتدعى “زينب حديد” تعمل داخل محل بيع قطع جوالات في محافظة حمص، إن الكثير من فتيات المدينة والنازحين إليها بدأن بالعمل نظرا لارتفاع الأسعار وإيجار المنازل وقلة الشباب الذين أطرو للسفر خوفا من الالتحاق بالخدمة العسكرية التي تفرضها الحكومة السورية ومنهم من التحق أو تعرض للاعتقال.

وأضافت، أن الأجور التي نتقاضاها مقابل ساعات طويلة من العمل تعتبر قليلة جدا والتي تتراوح بين 75-90 ألف ليرة سورية في الشهر الواحد، ولكننا راضيات بذلك بسبب صعوبة الظروف والحاج للمال رغم قلته، كما وأشارت أنها طالبة جامعة في كلية الحقوق في جامعة البعث إلى جانب الدوام في جامعتها تعمل داخل محل تجاري وسط المدينة لبيع قطع الجوالات و مستلزماتها من أكسسوارات وغيرها.

ويشار أن ظاهرة عمل الفتيات تعتبر جديدة في مدينة حمص، لكون عملهن كان يتركز سابقاً في مجالات معينة كمدرّسات أو ضمن الدوائر التابعة للحكومة السورية أو محال خاصة بالنساء، أما الأن توثق حالات كثيرة عن عملهن بالمطاعم والمقاهي أو كبائعات جوالات (بسطات) في الشوارع.

يُذكر أن الاقتصاد السوري شهد تراجعاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية ليتجاوز 3550ليرة سورية، ما أدى لارتفاع أسعار الحاجيات الأساسية في الحياة، مع انخفاض أجور اليد العاملة.

ويختبرن الفتيات ظروف الحرب ومأساتها بشيء من الأمل ومحاولة منهن المضي قدما في الحياة التي رسمن عناوينها بالإصرار وتحقيق الذات عبر فرصة عمل تغطي مصروفهن وتعيل أسرهن.

فمنذ عام 2016 حتى الآن بسعي دؤوب دون كلل أو ملل تستمر آلاء مصطفى (٢٦ عاماً)، مواصلة عملها في بيع الألبسة في إحدى المحال التجارية، التي دفعتها له الحاجة بعيداً عمّا يقال لقضاء الوقت وكسر الروتين الحياتي التي تعيشه كل امرأة وتؤكد آلاء أنه لو سنحت لها الفرصة وكانت في وضع أفضل وحصلت على مصروفها لن تضطر للعمل أبداً لكنها الآن مجبرة لتعيل أهلها بسبب الظروف.

وسط انتقادات تتعرض لها آلاء من قبل الناس اعتادت عليها معتبرة أنها ليست وحدها من تعمل فنسبة كبيرة من النساء يذهبن للعمل من أجل مساعدة أسرهن.

آلاء تعرضت لتحديات عدة بسبب عملها الذي كان عائق أمام الزواج بالنسبة لها وترى أن فئة من الشباب لا تحبذ فكرة الارتباط من فتاة تعمل ومع ذلك الفتيات في عمري لم يعد الزواج أولوية بالنسبة لهن أمام تغطية تكاليف الحياة وإعالة الأهل بحكم الظروف الصعبة التي نعيشها.

أما حنان (٣٣ عاماً)، من مدينة الحولة فتنوعت المجالات التي تعمل بها، مضيفة “أكون سعيدة عندما أحاول تغطية أي نشاط أو المشاركة بفعالية ما على أكمل وجه” كما أنها طالبة في الجامعة قسم تأهيل تربوي.

اعتادت حنان منذ صغرها على دعم أهلها كي تخطو باتجاه تحقيق ما تطمح إليه، حتى بعد وفاة والدها لم يقلل ذلك من عزيمتها، بل تحرص هي وإخوتها على مواصلة العمل لمساعدة والدتها دون الحاجة لأحد.

لا أحد ينكر برأي حنان كمية قسوة الظروف التي مررنا بها لكنها فسحت مجالا لكل امرأة في المجتمع أن تثبت جدارتها بإصرارها على الاستمرار في العمل، لافتة “منذ بداية الأزمة عملت بشكل تطوعي بمجالات عدة منها المجالس المحلية والمنظمات الإنسانية وتعليم الطلاب بدافع مني للمشاركة وتحقيق الفائدة”.