الرقة/ حسن الشيخ
يواجه مزارعو ريف الرقة مصيراً غير واضح لمحصول القطن، الذي كان يُعدّ من المحاصيل الاستراتيجية في المنطقة، في ظل تراجع زراعته وتوالي خسائرهم الموسمية. ويرجع ذلك إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتدني الأسعار، ما دفع العديد منهم للعزوف عن زراعته.
ورغم هذه التحديات، أقدم عدد قليل من المزارعين هذا العام على زراعة القطن، مدفوعين بأمل تحسن الأسعار وتعويض الخسائر السابقة، خاصة أن الأراضي الزراعية في أرياف الرقة ما تزال ملائمة لزراعته.
ويُشير مزارعون إلى أن محصول القطن شهد تراجعاً ملحوظاً في المساحات المزروعة خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كان يشغل نحو 60% من المحاصيل الصيفية في المنطقة، ويوفر فرص عمل لآلاف الأسر. ويعزى هذا التراجع إلى انخفاض جودة بذور القطن المستوردة وعدم ملاءمتها لطبيعة التربة والمناخ، فضلاً عن نقص الدعم الزراعي، بعد توقف مؤسسات إكثار البذار والوحدات الإرشادية عن تقديم مستلزمات الإنتاج.
المزارع علي الحسن أوضح أن زراعة القطن باتت مغامرة غير مضمونة النتائج، مقارنةً بمحاصيل أخرى قد تكون أكثر جدوى في الموسم الحالي. وقال؛ “تكاليف زراعة الدونم الواحد تصل إلى 100 دولار في الأراضي التي تعتمد على قنوات الري، بينما ترتفع بشكل كبير لدى من يستخدم محركات الديزل أو يعتمد على الآبار الارتوازية، ما يجعل الزراعة محفوفة بالمخاطر”.
وبيّن الحسن أن المساحات المزروعة بالقطن هذا العام لا تتجاوز 20% من مجمل الأراضي الزراعية في الرقة، مقارنةً بمساحات كبيرة في السابق كانت تُزرع بفضل توفر مراكز تسويق ودعم فعّال من سماد وبذار محسن وتسهيلات أخرى.
وطالب الحسن الجهات المعنية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بوضع برنامج دعم زراعي فعّال يساهم في إنعاش زراعة القطن واستعادة دورها كمصدر دخل رئيسي للمزارعين وداعم لاقتصاد المنطقة.