لكل السوريين

بهدف “التنحيس”، سرقات لعدادات المياه بحمص

حمص/ بسام الحمد 

تعد السرقة إحدى مفرزات الحروب، وبحرب طويلة شهدتها البلاد وشهدت شتى أنواع الانحدار الأخلاقي كانت السرقة الصفة اللازمة للمسؤولين وبعض الشعب على حد سواء، ويعيد البعض كثرة السرقات لتدني المستوى المعيشي وانعدامه.

في السياق سُجلت في مدينة حمص، عشرات السرقات لعدادات المياه من مداخل الأبنية خلال الأسبوع الماضي، في معظم أحياء المدينة ومنها الزهراء والأرمن والشماس والضاحية، حيث يعمد اللصوص إلى سرقتها لوجود مادة النحاس في داخلها بما يقدر حوالي 400 غرام في العداد ليتم بيعها بسعر يتجاوز 20 ألف ليرة سورية للكيلو غرام الواحد.

ويستغل اللصوص ساعات الفجر وانقطاع التيار الكهربائي لسرقة العدادات من باب بناء مفتوح، وبخبرة عالية وسرعة يقومون بفكها مع ترك عداد صاحب الحظ الذي لا يحوي نحاس.

يقول علي العلي الذي سُرق عداد بيته “تفاجأت صباحاً بمنظر وقّافة المياه فلا يوجد سوى عداد واحد من أصل سبعة في مدخل البناء، وتبين أن البناء المجاور سُرق منه 9 عدادات يعني سرقة واحدة فيها 15 عداد مياه”.

متسائلاً: “كيف استطاعوا سرقتها من أبينة تقع على طريق عام لا يكاد يخلو من المارة؟، مضيفاً قوله: “ألم يكتفوا بسرقة أكبال الكهرباء النحاسية وحرمان السكان من الكهرباء، واليوم حرمان الناس من المياه”، وهنا أشار إلى أن كلفة تركيب عداد جديد تتجاوز 100 ألف ليرة سورية هذا إن وجد في المؤسسة، مطالباً بوضع حد لهؤلاء اللصوص.

وخلال الفترة الماضية ألقي القبض على أكثر من 50 متورطاً في أعمال سرقة عدادات مياه وأكبال نحاسية كهربائية وهاتفية في أحياء مدينة حمص، كما أُلقي القبض على عدد من اللصوص بالجرم المشهود وتجري ملاحقة آخرين بحسب مصدر في شرطة حمص.

وبلغ عدد طلبات بدل عدادات مسروقة 1450 منذ بداية العام الحالي، وبحسب الآلية المتبعة في تركيب عداد بدل مسروق، يقوم المتضرر بتقديم طلب تركيب للمؤسسة، ثم تنظيم ضبط شرطة ليعود بعدها إلى المؤسسة، حيث يتم تركيب وصلة مياه مؤقتة لحين تركيب العداد، حرصاً على استمرار وصول المياه إلى منزله، ولفت موظف في مديرية المياه بحمص إلى أن كمية العدادات الموجودة لدى المؤسسة غير كافية.

وشهدت مدينة حمص عدة سرقات لاستخراج النحاس منها المحولات الكهربائية وكذلك الأسلاك وخطوط الهواتف.

وعلى الرغم من القبض على عشرات اللصوص، ما تزال عملية سرقة الأمراس النحاسية وعدادات المياه مستمرة في محافظة حمص، من قبل لصوص النحاس الذين يعمدون إلى السرقة، مستغلين انقطاع التيار الكهربائي والظلام الدامس لسرقة كل ما يحوي نحاساً، ليتم لاحقاً صهره (التنحيس) وبيعه للتجار بأسعار مرتفعة.