لكل السوريين

بين “الراعي وصيدنايا”.. تنوعت معاناة المرأة السورية

عانت المرأة السورية على مدار سنوات الأزمة من عدة عقبات وآثار أدت إلى فقدان الكثير منهن لحياتها، والأخريات تعرضن للاعتقال والاغتصاب الجسدي، والتعذيب النفسي، ما جعل المرأة في الأزمة السورية الأكثر تضررا.

وعلى مدار الـ 11 سنة التي مضت من عمر النزاع في سوريا، عانت الكثير من النساء من ظلم الأطراف المتحكمة في الصراع في سوريا، سواء من حكومة دمشق المركزية أو من التنظيمات المتشددة المعارضة، أو من مرتزقة جيش الاحتلال التركي.

وعلى مدار عقود طويلة ظل النظام السوري يدعي العدالة والمساواة بين الجنسين، لكن الحقيقة المرة أن غالبية النساء قد تعرضن للعنف الجسدي واللفظي وأشكال الاستغلال، إضافة إلى إقصائهن من المحافل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ليكون هذا الفكر الأصم شرارة البداية لمجازر وفظائع كانت المرأة فيها الخاسر الأكبر.

وفي عام 2018 صدر تقرير عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، بيّن أن المرأة السورية قبل اندلاع الأزمة في البلاد قد تعرضت للعديد من أشكال العنف القائم على الجنس، تمثلت في الاغتصاب والعنف الأسري والتحرش الجنسي والاعتداء برش الحمض والمواد الحارقة، والزواج بالإكراه والإكراه الإنجابي دون مراعاة صحة المرأة وسلامتها، إضافة إلى الإجهاض الانتقائي بسبب الجنس، وختان الإناث وقتلهن تحت ما يسمى جرائم الشرف.

وقد أوضح التقرير أن هذه الجرائم كانت ترتكب دون رقابة أو محاسبة صارمة من قبل الحكومة، وما إن قامت الحرب في سورية حتى ظهرت أنماط وأشكال جديدة من الإجرام أعادتنا إلى عصور الظلمات وجعلت من المرأة جسداً رخيصا تنهش فيه الكلاب البشرية بدون رحمة.

وبحسب المرصد السوري، فإنه وعلى مدار عدة سنوات تم توثيق العديد من الحالات التي وقع فيها اغتصاب جماعي لنساء ليس لهن أي ذنب، من قِبل أطراف النزاع، والكثير من النساء تم اغتصابهن من قبل موظفين رسميين وقوات عسكرية، وإجبارهن على البغاء، إضافة إلى تعرضهن للجلد والرجم وإجبارهن على زواج المتعة الذي انتشر بشكل علني دون وجود أي رادع أخلاقي أو ديني.

المرصد، وفي تقرير مطول له، أشار إلى أنه منذ شهر آذار من العام 2011 وثق استشهاد قرابة 14 ألف مواطنة فوق سن البلوغ، على أيدي عدة أطراف في سوريا.

ولم يقتصر الموضوع على الاغتصاب فحسب، بل أن الفئة الأكثر لا يزلن تحت رحمة الاعتقال، وبحسب تقارير، فإن عدد المعتقلات وصل لـ 15000 معتقلة، بين امرأة وفتاة منذ بداية النزاع في البلاد.

ويعتبر العام 2013، أكثر عام تعرضت فيه النساء لكافة أشكال الانتهاكات وتعددها، حيث أن هذا العام كان الصراع قد وصل لذروته، وكانت النساء الفئة الأكثر تضررا فيه، وفي الصراع بشكل عام.

ووصل عدد النساء اللاتي قتلن في سجون حكومة دمشق لـ 105 آلاف شخص، أكثرهن تم إعدامهن، أو ممن لقين حتفهن تحت سياط التعذيب.

وخلفت آثار التعذيب آثارا مدمرة للكثير من النساء، جراء التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرضن له، والهدف من كل هذه الإجراءات هو إبعاد المرأة عن الحراك السياسي والحقوقي، وردع أي نشاط نسوي.

مناطق الاحتلال التركي مستنقع لتعذيب النساء

لا تعد مناطق حكومة دمشق وحدها التي تعرضت فيها النساء للتعذيب، فما ارتكبه مرتزقة جيش الاحتلال التركي بحق النساء في المناطق السورية المحتلة في الشمال أدهى وأمر.

ويعد المقطع الذي ظهرت فيه نساء في معتقلات ما يسمى بالجيش الوطني في مدينة عفرين المحتلة الأكثر تأثير على مدار الأزمة السورية.

حيث ظهر في الفيديو نساء شبه عاريات معتقلات في سجون ما يسمى بـ “العمشات”، وهو كيان إرهابي شارك في حملات الاحتلال التركي في سوريا.

ولا يقتصر الأمر على عفرين فقط، حيث تعد مدينتي تل أبيض ورأس العين من أكثر المناطق في سوريا شهدتا تعذيب واعتقال طال النساء، حيث في مدينة رأس العين وحدها وثقت تقارير إعلامية مقتل ما لا يقل عن 30 امرأة على يد مرتزقة الاحتلال التركي.

 

وتعرضت النساء للتعذيب بالصعق بالكهرباء والضرب إضافة إلى وضعهن في سجون مختلطة مما يعرضهن للاغتصاب بشكل يومي، ولم تكن هناك أي محاكمة أو دوافع قانونية لاعتقالهن، وقد كن شاهدات على وفاة العديد من المعتقلين والمعتقلات.