لكل السوريين

رياض نعوم من أبرز هدافي الدوري السوري في ثمانينات القرن الماضي

تقرير/ حسين هلال

من نجوم كرة القدم الجزراوية، وواحد من الذين ساهموا بقوة بفرض اسم نادي الجهاد كرقم صعب بين الأندية السورية التي كانت “تحسب ألف حساب” عند لقائه، خاصة على أرضه وبين جماهيره.

حيث كان يطلق عليه لقب بعبع الشمال وقد اثبت موهبته في تسجيل الأهداف بفضل ذكائه واقتناصه للفرص الصعبة ورغم قصر قامته إلا أنه كان يرتقي من فوق المدافعين ويسجل الأهداف برأسه، كما كان يشكل حالة قلق لحراس المرمى عندما يكون في منطقة الجزاء أثناء الضربات الركنية والثابتة.

ونظرا لبراعته في استغلال الفرص أطلق عليه النقاد لقب الثعلب، كذلك كان أيضا يشكل مع زملائه غاندي اسكندر وروميو اسكندر ثلاثي مرعب للأندية نتيجة الانسجام والتفاهم بينهم وترجمة الفرص بتسجيل الأهداف.

ولمعرفة المزيد عن مسيرة هذا الهداف البارع ابن مدينة رميلان، نجد انه عشق الرياضة وكرة القدم تحديدا منذ طفولته المبكرة اقتداءً بأسرته التي كان أغلبها يمارس كرة القدم ضمن المدارس أو فرق الأحياء الشعبية، وبعضهم كان من بين الأسماء البارزة ضمن الأندية والمنتخبات الوطنية.

ثم انتسب لنادي الجهاد ضمن فرق القواعد  التي خرجت العديد من المواهب التي أصبحت فيما بعد من نجوم كرة القدم سواء في القامشلي أو على مستوى سوريا، وكان من أبرزهم روميو اسكندر، محي الدين تمو، ملك زيا، ملك عنتر، فنر حاجو، مصطفى حمو، أيمن نعوم.

وخلال تلك الفترة تدرج بفئات النادي من الأشبال حتى فريق الرجال الذي انضم لصفوفه  في منتصف الثمانينات، ونظرا لتميز موهبته منذ صغره  تم اختياره ضمن المنتخبات المدرسية لمحافظة الحسكة للمرحلتين الإعدادية والثانوية، التي كانت تحرز وقتها مراكز متقدمة في البطولات المركزية على مستوى سوريا.

كذلك تم ترفيعهُ مباشرة من فئة الناشئين إلى فريق الرجال وهو في سن 15 عاما لحاجة الفريق إلى هداف يترجم الفرص الكثيرة التي كانت تتكرر في المباريات، وخلال فتره قصيرة فرض نفسه كلاعب مؤثر بالفريق ولم يكتفي بذلك بل برز بشكل لافت عندما نجح بحصد لقب هداف الدوري السوري في عام 1987، وفي العام الذي يليه حصل على مركز الوصيف أيضا، وكان له دور كبير مع زملائه اللاعبين في ارتقاء ترتيب النادي في الدوري والمنافسة على مراكز الصدارة مع عدة أندية عريقة لمدة 3 مواسم خلال فترة أواخر الثمانينات.

ورغم أنه كان مطلوبا للعب مع عدة أنديه لشهيته المفتوحة على المرمى في تسجيل الأهداف لكنه بقي وفيا لناديه الجهاد طيلة مسيرته الكروية ولم يغادره سوى مرة واحدة، حيث استعاره نادي جبلة لموسم واحد إلى جانب عدد من  زملائه من ناديه.

أما عن رحلته مع المنتخبات الوطنية لمختلف الفئات فقد تم استدعائه أكثر من مرة وكان أولها في عام1982 مع منتخب شباب سوريا، الذي  شارك بتصفيات كأس آسيا التي أقيمت في السعودية، كما كان مع المنتخب الأولمبي الذي شارك في عدة بطولات رسمية وودية في عام 1986.

أما عن أهم أهدافه وإنجازاته فكثيرة هي الأهداف التي سجلها خلال مسيرته الطويلة، لكن أجملها كان الهدف الذي سجله في مرمى منتخب سوريا في المباراة الودية التي جرت في القامشلي مع الجهاد في عام 1982، وفاز نادي الجهاد وقتها بهدفين مقابل هدف واحد أمام جمهور كبير امتلأ به ملعب القامشلي.

كذلك سجل هدفا جميلا على نادي الكرامة بحمص في المباراة التي جرت بمناسبه افتتاح ملعب حمص البلدي وحينها تعادل الفريقان هدفاً لهدف.

وفي مجال التهديف نجح بتحقيق إنجاز ثمين على مستوى سوريا في عام 1987 عندما نال لقب هداف الدوري السوري وتم تصنيفه بالمركز الثاني بلقب هداف العرب في المسابقة التي أعلنت عنها إحدى الصحف العربية وحصل على جائزة الهدف الفضي  بعدما سجل في ذلك الوقت 15 هدفا، وكان هذا المركز سابقا محصورا بلاعبين دول الخليج العربي وخرج لأول مرة عما هو مألوف، ونتيجة هذا التميز أطلق عليه المرحوم الإعلامي عدنان بوظو شيخ معلقي سوريا بثعلب الكرة السورية.

أما في الجانب التدريبي فقد شارك بالعديد من الدورات التدريبية المحلية والأسيوية التي كانت تقام بإشراف الاتحاد السوري لكرة القدم، و مارس هذه المهنة وهو مازال في اللعب، حيث قاد فريق الجهاد كمدرب ولاعب في نفس الوقت  في موسم 1996، ثم بعد عام  تفرغ للتدريب وعملَ مساعداً للعديد من الأسماء التدريبية الهامة مثل شيخ المدربين موسى شمّاس، ملكي موسى، محي الدين تمو.

يقول عنه رئيس نادي الجهاد السابق فؤاد القس يعتبر اللاعب رياض نعوم من أبرز الأسماء الكروية على مستوى القطر بشكل عام، ويحظى بشعبية واحترام كبير من جميع رياضيي القطر، فهو يتسم بتواضع كبير وأخلاق عالية وسمعة كروية كبيرة، واستفاد النادي وعلى مدار السنوات العديدة من إمكاناته وخدماته ولم  يتردد في تلبية نداء ناديه مهما كانت ظروفه وأسبابه.

وفعلا نضيف أنه من خلال مشاركتنا بتحكيم مباريات نادي الجهاد بمرحلة ما، نشهد بأنه كان يمتلك أخلاق عالية وهو شخص طيب ودود ولم تصدر عنه خلال مسيرته الطويلة أية إساءه بحق أحد خلال المباريات التي كان يشارك فيها.

ومما تجدر الإشارة إليه أن الكابتن رياض نعوم من مواليد 1963 يحمل شهادة معهد رياضي وقد هاجر إلى السويد مع عائلته منذ عام 2014 ولا يزال هناك.