في زمن كانت فيه الكرة السورية تصنع أسماءً لا تُنسى، بزغ نجم سمير سعيد، الهدّاف الذي سطّر اسمه في صفحات المجد، مهاجماً شرساً لا يرحم، تسديداته كانت كالرعد، وحضوره في الملعب لا يُقاوَم. من قلب السبعينات، برز اسمه كأحد أبرز نجوم الكرة السورية، حيث جمع بين القوة البدنية والمهارة التهديفية، ليصبح رقماً صعباً في منتخب سوريا الوطني والعسكري.
البدايات والانطلاقة القوية
ولد سمير سعيد عام 1946، وبدأ ممارسة كرة القدم في سن مبكرة، لفت الأنظار بسرعة بفضل إمكانياته البدنية وقدرته على التهديف من مختلف الزوايا.
في عام 1965، انضم إلى نادي النداء (الثورة حالياً)، ومثّل منتخب دمشق ومنتخب مدارس سوريا، ليشق طريقه بعدها إلى المنتخبات الرسمية.
نجم المنتخبات السورية
تألقه اللافت أهّله للانضمام إلى المنتخب العسكري السوري، الذي كان يحصد نتائج مميزة في البطولات الدولية، كما مثّل منتخب سوريا الوطني في عدة تصفيات وبطولات كبرى.
أبرز مشاركاته الدولية:
بطولة العالم العسكرية في اليونان، مصر، ألمانيا، ودمشق (1977)
تصفيات كأس العالم 1974 في إيران
كأس القنيطرة 1974 في دمشق – المركز الثاني
الدورة العربية الخامسة 1976 – المركز الثاني
بطولة شباب آسيا 1972 – الكويت
كأس فلسطين 1972 – العراق
كأس فلسطين 1975 – ليبيا
بطولة الجيوش العربية 1975 – دمشق
مباراة الوداع.. هدف للاعتزال
أنهى سمير سعيد مسيرته الكروية عام 1977 في مباراة اعتزالية كبيرة بين منتخب سوريا العسكري ومنتخب العالم العسكري، وانتهت المباراة بفوز سوريا بهدف سجّله بنفسه!
وفي لقطة مؤثرة، سلّم قميصه للاعب مروان قسطلي، وشارة القيادة للاعب عبد الغني طاطيش.
من الملاعب إلى مقاعد التدريب
بعد اعتزاله، انتقل إلى المجال التدريبي وشارك في جميع الدورات التي نظمها الاتحاد السوري لكرة القدم بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي. كما حضر دورة تدريبية متقدمة في البرازيل، افتتحها الأسطورة بيليه، بحضور رئيس “فيفا” آنذاك جو هافيلانج، وتسلّم وثيقة التخرج من النجم جيرزينيو.
محطات تدريبية لامعة:
درّب أندية: الجيش – النداء
درّب المنتخبات: المنتخب العسكري – المنتخب الوطني السوري
أسّس جيلاً جديداً من منتخب سوريا بعد اعتزال نجوم الحقبة الذهبية
قاد نادي الجيش لتحقيق العديد من البطولات والإنجازات
رفاق الدرب عبر الأجيال
الجيل الأول:
أواديس، عزمي حداد، أحمد جبان، حافظ أبو لبادة، موسى شماس، مروان دردري، هاكوب، فيليب الشايب، وغيرهم.
الجيل الثاني:
فارس سلطجي، جورج مختار، طارق علوش، عبدة قاسمية، إبراهيم يسن…
الجيل الثالث:
عزام غوتوق، رضوان سرور، جمعة الراشد، فاتح زكي، حسن درويش، عبد الغني طاطيش، فاروق سرية…
نجوم نشأوا على يديه:
جاسم خلف، محمد دهمان، كيفورك ماردكيان، جمال كشك، حسام حوراني، جورج خوري، عصام زينو… وغيرهم الكثير ممن حملوا راية الكرة السورية لاحقاً.
خاتمة: أسطورة لا تُنسى
يظل سمير سعيد علامة فارقة في تاريخ الكرة السورية؛ لاعباً ومدرباً ومؤسس أجيال، ترك بصمة لا تُمحى، وأثبت أن الشغف باللعبة لا ينتهي بصافرة نهاية، بل يبدأ من جديد على خط التماس.