لكل السوريين

بينها رومانية وآرامية وإسلامية.. داعش انتهك آثار دير الزور القديمة، ولا تزال معالمها شامخة

السوري/ دير الزور ـ يدل مصطلح الآثار على كل شيء ملموس يعود الى العصور القديمة التي تعاقبت على منطقة معينة من الأرض، وتنتشر الآثار في مختلف بقاع الأرض ولكل دولة خصوصيتها واثارها وشواهدها وأوابدها منذ الأزل.

وتكمن أهمية الآثار في قيمتها العلمية والتاريخية والثقافية وهي تعتبر هوية لكل بلد بحد ذاته من الناحية العلمية تكتنز الآثار معلومات عن تجارب القدماء في جميع مجالات الحياة وتعكس مستوى تطورهم العقلي.

أما تاريخيا فهي تعد وثائق لقراءة التاريخ وتحليل أحداثه، ومن الناحية الثقافية تبين الآثار واللقى والابنية وغيرها طبيعة ثقافة القدماء وطريقة تعاطيهم وتعاملاتهم.

في ديرالزور تنتشر على ضفاف أنهار الخابور والفرات المئات من الاوابد التاريخية من مدن وكهوف وتلال، وهي ذات طابع آرامي وروماني وإسلامي مثل (قرقيسيا أو البصيرة اليوم)، وهي ميناء للسفن قديما، وملتقى نهر الخابور بالفرات وحضارة ماري وحلبية وزلبية وقلعة الرحبة قرب مدينة الميادين وتل بقرص وتل الشيخ حمد وتل الفدين ومقبرة الحوايج بالقرب من قرية حوايج ذياب بالريف الغربي لديرالزور.

توالت البعثات الاجنبية والمحلية على هذه الاثار قبيل الحرب للبحث والتنقيب عن هذه الآثار، وما إن اندلعت الحرب في سوريا حتى أصبحت هذه الآثار العوبة لكل من يود العبث بها، وأصبحت تجارتها وبيعها وتهريبها وتخريبها شبه رائجة، ومع احتلال تنظيم داعش لمناطق دير الزور حتى أصبح البحث عن الآثار والتنقيب عنها وبيعها ممنهجا من قبل التنظيم الإرهابي.

بالقرب من قرية حوايج البومصعة بريف ديرالزور الغربي توجد آثار وشواهد يعتقد الكثير من أهالي المنطقة أنها رومانية، وهي عبارة عن آبار مياه ومقبرة أو كما يسمونها أهالي المنطقة “الخشخاشة” وهي مدافن رومانية قديمة.

أبو عبد، من سكان المنطقة، تحدث لصحيفتنا عن هذه الآثار، فقال “إن الآبار الموجودة هي رومانية بحسب ما توارثناه من آبائنا وأجدادنا، ويوجد وادي لازالت تسميته بوادي الروم، وأيضا المقبرة الأثرية التي نهبها الدواعش، واستخدموا الآليات لنبشها، وسرقة معالمها وتخريبها”.

البيوت الطينية ثقافة معاصرة

بعدما كانت بيوت الطين تراث وحضارة عمرانية قديمة توارثها الأهالي من الأجداد لكن في ظل الظروف الراهنة وبسبب غلاء أسعار مواد البناء الحديث عادت جدرانها الطينية للوقوف مجددا في ريف دير الزور الغربي.

غير أن للمنازل الطينية تاريخ وعراقة قديمة وتكلفة بنائها بأسعار أقل مقارنة بغيرها من طرق البناء الحديث، وحيث تتمتع بخاصية مميزة وهي الحفاظ على درجة الحرارة في فصل الشتاء والبرودة في فصل الصيف.

التقينا السيد “حسين الجابر” من بلدة الكسرة بصفته أحد العاملين في مجال بناء البيوت الطينية حيث حدثنا عن طريقة إنشاء ألبان الطين.

بيَن لنا “الجابر” أنه يبدأ العمل بجمع التراب ويوضع عليه الماء والسفير(التبن) يخلط ويعجن جيداً ثم ينقل بعربة الى ملبن مقسوم نصفين مفتوح من الأعلى والاسفل يرفع الملبن ليشكل قالبان من طين يبلغ طوله حوالي “”50cm وعرضه “20cm” تقريباً يَعرض لأشعة الشمس فترة أقصاها خمسة أيام للتأكد من جهوزية استخدامها في البناء.

يذكر أن قلعتي “حلبية وزلبية” الواقعتين على ضفتي نهر الفرات في ريف دير الزور الغربي حيث بُنيت أُسسها من الحجارة والطين ولا تزال حتى اليوم آثارها باقية تحاكي جدرانها التاريخ.

تقرير/ غالب هويدي