لكل السوريين

توتر غير مسبوق في محافظة السويداء.. والأهالي يحاولون تجاوز الأزمة

تشهد محافظة السويداء حالة غير مسبوقة من التوتر وانتشار الإشاعات المتضاربة حول تعليق المحافظ عمله احتجاجاً على اقتحام مجموعة مسلحة لمكتبه للمطالبة بالإفراج عن موقوف.

وتتصاعد استهدافات المحافظة المتكررة بالقذائف الصاروخية وخاصة بريفها العربي.

ومن جهة أخرى، يشعر أهالي السويداء بتصاعد الاستهدافات الإعلامية، وتنامي حملات التخوين والشيطنة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المعروفة وغير المعروفة والمفبركة، وحملات الذباب الالكتروني المضللة، مما دفع الأهالي إلى الشعور بخطر وجودي، رغم التباينات الفكرية والتيارات السياسية في المحافظة، حيث اتخذت بعض التيارات مواقف حادة تجاه الإدارة الجديدة وصلت إلى حد القطيعة معها، في حين لا تزال تيارات أخرى تؤمن بالحوار وبضرورة إيجاد تفاهمات سياسية لإنهاء الأزمة.

وتتفق معظم هذه التيارات على ضرورة بناء دولة تقف على مسافة واحدة من جميع السوريين، وتشعرهم بأنها معنية بهمومهم اليومية، وتبادر لحل الأزمات واستعادة الثقة بينها وبين كافة المكونات السورية.

وتشير هذه التيارات إلى أن تجاوز الأزمة الحالية يجب أن يبدأ من استعادة الثقة المفقودة، لأنها مفتاح أي حل سياسي أو اجتماعي سليم.

وقفة احتجاجية 

في ظل تكرار حوادث الاعتداء على الكوادر الطبية داخل المشافي، نفذ عشرات المواطنين وقفة احتجاجية في وجه السلاح المنفلت أمام مشفى السويداء الوطني، ووجه المحتجون تحية لكل من يواصل أداء واجبه المهني والإنساني رغم التحديات العديدة.

وكانت نقابة الأطباء ونقابة المهن الصحية بالسويداء قد دعتا إلى وقفة تضامنية أمام باب الإسعاف في المشفى الوطني.

وأعربت النقابتان في بيان مشترك عن إدانتهما واستنكارهما لاستمرار “هذه الظاهرة الخطيرة التي تبدأ بالاعتداء اللفظي وتصل إلى التهديد بالسلاح”.

وشدد البيان على أهمية حماية الكوادر الصحية التي مازالت تعمل في ظروف صعبة لتقديم الخدمة لأهالي المحافظة.

وأكد على منع دخول السلاح إلى حرم المشافي، ومحاسبة كل من يعتدي على الكوادر الطبية وفق القوانين النافذة، وتعزيز دور شرطة المشفى والضابطة العدلية لردع المخالفين.

وجاء في البيان “إننا إذ نثمّن عالياً جهود هؤلاء الجنود المجهولين الذين لا يزالون كالقابضين على الجمر لخدمة أهلهم في أحلك الظروف وأصعب الأوقات التي مرّت وتمر فيها المحافظة”.

اجتماع السويداء

عقد في مدينة السويداء اجتماع ضم شيخ عقل الطائفة وممثلين عن عائلات المدينة وقادة فصائل محلية وشخصيات دينية واجتماعية، بهدف بحث الأوضاع الأمنية والمستجدات، والتوصل إلى قرار تتوافق عليه الفعاليات الاجتماعية والدينية للتعامل مع الوضع الأمني وتحديات المظاهر العشوائية لانتشار السلاح داخل المدينة، وما ينتج عنها من مشاكل تعرقل الحياة العامة.

وأسفر الاجتماع عن مسودة قرار ركّزت على دعم انتشار فصائل محلية لملء الفراغ الأمني والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، إلى حين تفعيل الضابطة العدلية وقوى الأمن الداخلي من أبناء المحافظة لتتمكن من تولي هذه المهمة بشكل قانوني وتوافقي.

وأكدت على أهمية الحوار بين جميع الفعاليات الدينية والاجتماعية والسياسية والعسكرية على ساحة المحافظة، واستمرار المشاورات للتحضير لاجتماعات على مستوى المحافظة للخروج بصيغ متوافق عليها، دون إقصاء أو تهميش.