لكل السوريين

البحث عن عمل آخر يؤرق صحافيين وسط سوريا

تقرير/ جمانة الخالد

يعاني معظم الصحفيين السوريين ويتعرضون لضغوط نفسية وجسدية نتيجة الوضع الحالي الصعب، إضافة لذلك معاناتهم من صعوبات مالية في ظل تدني الأجور، سواء الأجور الشهرية وحتى أجر الاستكتاب.

يعاني الصحفيون في حماة وحمص أيضاً من مشاكل اقتصادية كبيرة لذا يضطر الكثير منهم للعمل بمهن أخرى إضافة لعملهم في مؤسساتهم، ما يعني أن غالبيتهم بعيد من جو الصحافة.

يرى صحافيون أن العمل الصحفي أخلاقي وإنساني بالدرجة الأولى ولا يليق بأي صحافي العمل خارج هذا المربع أو التفكير بأي عمل يشغله عن متابعة نشاطه المهني كل يوم لأن العمل الصحفي يتطلب الملاحقة والتدقيق والتمحيص والدقة والتحري في استنباط الحقيقة لذلك يجب ألا يعمل الصحفي أي عمل إلا في إطار عمله فقط.

إلا أنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السوريون ومنهم الصحفيين من غلاء للمعيشة وهو نتيجة حتمية لما خلفته الحرب على مدار اثني عشر عاماً والحصار والعقوبات المفروضة على بلدنا انعكس سلباً على الصحفيون، وفي كافة مجالات الحياة لتضيق الخناق على الشعب السوري حتى بات الجميع يبحث عن مردود آخر ليقتات منه ويعينه على تأمين لقمة العيش وتعليم أولاده وتأمين أجرة المنزل الذي يسكنه وغيرها من متطلبات الحياة.

لذا يضطر الإعلاميون والصحفيون للعمل خارج أوقات الدوام من ذهب باتجاه العمل في الصحف ومواقع إلكترونية، ومحطات خاصة، وآخرون اضطروا للعمل خارج الاختصاص، بل والبعض لجأ الى الدخول في عالم مهني بعيد كل البعد عن الصحافة لاغياً كل اعتبارات المهنة العلمية والاجتماعية التي باتت هذه الأيام لا تسمن ولا تغني من جوع، كالعمل سائق تكسي أو مراقب دوام أو في محلات لبيع الألبسة أو تعليم دروس خصوصية هاجرين القلم ومهنة الإبداع التي لم تعد تؤتي أوكلها.

ففي ظل الظروف المعيشية الصعبة، والتي ترخي بثقلها على كل مواطن سوري مهما كانت طبيعة عمله، باتت مزاولة أي عمل في حال دعت الحاجة هدفاً سامياً لإنقاذ ماء الوجه ولتأمين حاجات المنزل والعائلة التي لا تنتهي، وليس هناك أي عمل مخجل، لكن هناك أعمال لم يعد باستطاعة الصحفي القيام بها، وخاصة إذا كان متقدماً بالسن أو اقترب من سن التقاعد، ولكن في حال دعت الحاجة من الضروري أن يبحث في البداية عن عمل يتناسب ووضعه الصحي والمهني، كأن يعمل في مكتبة أو مراسلأً للمواقع الإلكترونية، وإذا كان متمكناً من إتقان لغة كالعربية والإنكليزية بإمكانه العمل في معهد أو تدريس ساعات.

لذا بات السفر أصبح أولوية أمام كل مواطن وليس كل صحفي فحسب من أجل تحسين الوضع المعيشي؛ فإذا هجر الصحف الرسمية سيذهب إلى القطاع الخاص أو سيبحث عن فرصة عمل في وسيلة إعلامية خارج القطر من أجل تحسين دخله بهذا المجال.

فالخيارات متاحة أمام الناس من أجل أن يكون هنالك فرص عمل تحقق دخل لأنه أصبح الهم الأساسي أمام المواطن لتأمين لقمة العيش؛ إضافة إلى ذلك فالكثير من الصحفيين إضافة لعملهم يبحثون عن عمل آخر سواء إعلامي في مؤسسة إعلامية أو في موقع خاص أو ما شابه ذلك؛ فالوضع صعب بالتأكيد على الجميع وهذا له أسبابه المعروفة؛ الحصار الخانق وإمكانيات محدودة للدولة في هذا المجال؛ وبالتالي المسألة تعتبر خيار شخصي لكل شخص فيما يتعلق سواء بعمل آخر أو هجر المهنة.