لكل السوريين

مخطوطات على جدران السويداء رفضا لوضع صناديق الاقتراع

السويداء/ رشا جميل 

تشهد محافظة السويداء حالة غليان كبيرة، وسط غياب أي دور للسلطة السورية، والتي يرى الأهالي أن وجودها في المحافظة بات شكليا لا أكثر، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة وبشكل كبير عبارات مناهضة للسلطة في دمشق.

مخطوطات على الجدران تظهر مدى الرفض الشعبي في محافظة السويداء لإعادة انتخاب الرئيس الحالي بشار الأسد وتعبر عن رفضهم الشديد للانتخابات الرئاسية القادمة.

وطالب المتظاهرون والرافضون للانتخابات عبر المخطوطات على الجدران بعدم وضع صناديق اقتراع في المحافظة وأريافها، كذلك الأمر قام به ناشطون من أبناء المحافظة الذي ناشدوا أهالي المحافظة بعدم التوجه للانتخاب.

من جهة أخرى، شهدت المحافظة، دعوة من شيخ العقل” يوسف جربوع”، يدعو أبناء المحافظة، لأداء واجبهم الانتخابي ومواكبة الاستحقاق الرئاسي، من خلال التصويت المكثف، متحدثاً عن الدستور والسيادة، وعن إرادة الشعب وصناديق الاقتراع، الأمر الذي آثار استياء واسعاً لدى الأهالي، والذين رأوا أن لا علاقة له بالانتخابات، وأنه ابتعد عن دوره الأساسي كشيخ دين، واعتبروا أنه ربما هو دور جديد مطلوب منه، كما سابقه الهجري.

كثيرون استغربوا دعوة “جربوع”، وتساءلوا لماذا لم يشير الشيخ إلى مطالب الأهالي في المحافظة، من عدم تأمين المواد الغذائية الأساسية، وعدم حصولهم على مخصصاتهم، عدا عن الكهرباء والمازوت والبنزين، بالإضافة للوضع الأمني المتردي وانتشار عصابات الخطف والقتل والسرقة.

وفي ظل الصراع بين موالين للانتخابات الرئاسية، ومناهضين لها وللسلطة، قامت لجنة مشتركة من الفروع الأمنية في السويداء، بإجراء تسويات لأوضاع المطلوبين من أبناء المحافظة، مقابل التعهد والالتزام بعدة قضايا، أولها عدم التظاهر.

وتشمل التسوية “المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، والفارين من الخدمة، إضافة إلى شريحة محددة من المطلوبين بقضايا أمنية”، مقابل شروط حددتها هذه الجهات منها، “أن تسقط كافة العقوبات المترتبة على الفرار والتخلف، والمطلوبين بقضايا أمنية، باستثناء من يوجد بحقه دعاوى شخصية بقضايا قتل وخطف وسلب، وسيتاح للشخص الذي أجرة التسوية، التنقل بحرية في مناطق سيطرة الحكومة السورية، لمدة 6 أشهر”.

الجدير بالذكر أن المسؤولون عن التسوية، قالوا أنها “مكرمة” من السلطة السورية لأبناء محافظة السويداء، تمنحهم العودة إلى حياتهم الطبيعية.

وتشهد محافظة السويداء بين الحين والآخر توترات بين أبناء المحافظة وقوات الأمن السورية، وذلك لعدة أمور، حيث سبق للمحافظة أن شهدت عدة مظاهرات سابقة كانت احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وكانت أشهر تلك المظاهرات قد حملت اسم “بدنا نعيش”.