لكل السوريين

في ذكرى ثورتهم.. سوريون ينعون واقعهم الاقتصادي، ويتخوفون من مستقبل اكثر صعوبة

تقرير/ عباس إدلبي

منذ بدء انطلاق الثورة السورية عام 2011 والتي كانت انتفاضة شعبية ردا على سياسات خاطئة للحكومة السورية، وفي مقدمتها توجهاته وهيمنته على الاقتصاد السوري لصالح ثلة من المقربين وابرزهم آن ذاك ابن خالته رامي مخلوف وغيره.

فيما انحصر الاقتصاد السوري بفئة محدودة من المقربين للسلطات السورية آنَذاك، والتي كانت توفر له الارضية الخصبة للمضي بسياسته القمعية، التي اعتمد عليهم اعتمادا كبيرا منذ بدء اندلاع الثورة، حيث كانت تلك الشخصيات مصدره الاساسي والداعم الخاص لتلك القوى الخارجية التي آزرته في قمعه ك حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية والايرانية.

نهب الاملاك العامة واستباحة املاك الدولة من قبل المعارضة

بالرغم من انتهاكات النظام الفظيعة بحق مقدرات الشعب وتحويلها لدعم شخصي له وللميليشيات الداعمة له الا ان المعارضة قد وقعت بنفس الخندق بالفساد والنهب والسرقة بحجة انها تابعة للنظام ومن حقهم تدميرها وسرقتها، مؤسسات كثيرة  بعتادها وما تملكه قد سلبتها شخصيات صنعتها الازمة وعملت باسم الثورة، كالسكك الحديدية والمعامل الحكومية وشبكات الكهرباء ومحطات التحويل، فقد تم سرقتها وبيعها لتجار اتراك بثمن بخس وبدون اي رقيب او رادع، حتى الاسلحة التي تم السيطرة عليها تم بيعها بالسوق السوداء وبأسعار زهيدة.

الثراء الفاحش لشخصيات معارضة سببه الفوضى والدعم العشوائي للمعارضة

استغل قادة الفصائل والتشكيلات العسكرية للمعارضة الدعم العشوائي الذي وفرته لهم دول اقليمية وعربية لتحويله لأرصدتهم الشخصية واستثماره بالبنوك التركية والاوربية؛ وحرمان عناصرهم من حقهم بتلك الاموال، فكانت تأتي تلك الاموال للتجهيز العسكري وتشكيل كتائب ووحدات عسكرية قادرة على حماية المدنيين إلا أن تلك القادة حولت الاموال لحسابهم الشخصي اضافة لبيع الاسلحة التي تأتي على هيئة دعم من بعض الدول. ناهيك عن الاموال التي كانت تأتي دعما للمقاتلين الاجانب الذين دخلوا الحرب السورية باسم الجهاد.

تدمير البنى التحتية خطة ممنهجة تبنتها قوى المعارضة والنظام

ان تدمير البنية التحتية للمناطق التي كانت مسرح للمعارك كانت تدمر بتنسيق عال المستوى بتنفيذ قوات النظام عبر البراميل المتفجرة والصواريخ البالستية البعيدة المدى. فكانت قوات المعارضة تتحصن بأماكن حكومية ومنشآت ضخمة بغية استدراج قوات النظام لتدمير تلك المنشآت، فتقوم قوات النظام بأخذ الاحداثيات ومن ثم قصفها بشتى انواع الاسلحة وتدميرها بشكل كامل وهذا ما حصل في صوامع سراقب وصوامع خان شيخون وخزانات الوقود الضخمة ومحطة زيزون بعد نهبها وسرقة معظم الآلات فيها والمؤسسات والمباني الحكومية على كامل الشمال الغربي لسورية.

تركيا ودورها السلبي في رفع اقتصادها وتدمير الاقتصاد السوري

لا يمكن ان نستثني تركيا ودورها السلبي الذي لعبته في الاعوام الاثني عشر الماضية فمنذ اندلاع الثورة هناك تجار اتراك دخلوا المنطقة وتغلغلو بين صفوف المعارضة ومن ثم تم الالتفاف على الفاسدين والمتنفذين في صفوف المعارضة والاتفاق معهم على شراء المعامل الحكومية والمعامل الخاصة من الذين تركوا معاملهم وهربوا باتجاه مناطق سيطرة النظام فقد تم عقد صفقات بين التجار الاتراك والفاسدين في الثورة ممن قدموا انفسهم انهم قادة فكانت تباع المعامل بأسعار بخسة ويتم شحنها عبر معبر باب الهوى بشكل عادي وتحت انظار العالم اجمع وبدون اي رادع اخلاقي او حس وطني، لتصبح معاملنا بالأراضي التركية وشبابنا عمال عندهم .

ومع تغلغل شبه كامل للاتراك وعلى كافة المستويات توصل اطراف المعارضة في شمال غرب البلاد لاتفاقية تنص على فرض التعامل بالليرة التركية والفخ الذي نصبته تركيا للمعارضة والهدف منه سحب الاموال التي تضخها الدول عبر المنظمات والتي كانت بالعملة الاجنبية وضخ العملة التركية بدلا عنها.

وخير مثال على ذلك؛ يتم الاستيراد من تركيا بالدولار الامريكي حصرا والتصدير بالعملة التركية وبهذا يتم تحويل القطع الاجنبي لعملة تركية منهارة كان السبب الاكثر ضررا بالشعب السوري والتي افقرته وجوعته.

ختاما على ما سبق ان الثورة السورية قد تعرضت لاستغلال كبير سواء على المستوى الدولي او الاقليمي فكانت ورقة رابحة بيد من يحسن استغلالها وخاصة تلك التي تدعي الصداقة والنصرة للشعب السوري (تركيا) فقد كانت لها حصة الاسد من الحرب السورية وعلى كافة الاصعدة (اقتصادية عسكرية سياسية) فقد اتخذت تركيا من الثوار واللاجئين السوريين بعبعا تهدد به دول العالم وخاصة اوروبا حيث تهدد تلك الدول بفتح حدودها امام المهاجرين السوريين فتقوم تلك الدول بأرسال الاموال والدعم الاقتصادي للتركي شريطة ان لا تفتح المعابر.

ومن الناحية العسكرية فقد حولت تركيا عدد كبير من المقاتلين لمرتزقة تزج بهم بأي معركة استراتيجية قد تشنها تركيا، وبالتالي تقطف تركيا ثمرة تلك الحرب على اكتاف هؤلاء المقاتلين غير آبهين بأعداد القتلى من الجنود المرتزقة وقد زجت تركيا بأعداد كبيرة من المقاتلين السوريين في كلا من اذربيجان وليبيا وشمال شرق سوريا، مستخدمة فقرهم وصعوبة اوضاعهم المعيشية لتحقيق اهدافهم واجنداتهم.