لكل السوريين

السويداء.. حرائق مبكرة وبحث عن حلول

السوري/ السويداء ـ نشبت عدة حرائق في محافظة السويداء خلال الأيام القليلة الماضية طالت الأراضي الزراعية في بلدة القريّا جنوب السويداء، ونمرة شهبا شرق المحافظة، وبلدة المجدل بريفها الغربي، وبين قريتي تعلا والهيت شمال شرق المحافظة، وبين قريتي خلخلة وأم حارتين جانب أوتوستراد دمشق السويداء، وبين قرية الصَوَرة وبلدة ذكير على الأوتوستراد، وقرب قرية داما شمال غرب السويداء، وكانت أكبر مساحة متضررة جراء الحرائق في أراضي بلدة القريّا وحولها، حيث قدرت بحوالي 200 دونم.

أسباب الحرائق

أشارت بعض الجهات الرسمية المحلية إلى أن نشوب الحرائق كان بسبب أخطاء بشرية، كالحرق العشوائي وعدم التقيد بشروط وقواعد الوقاية والسلامة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأعشاب الجافة، وهبوب الرياح في بعض الأحيان.

بينما لم يستبعد الكثيرون من الأهالي أن تكون مفتعلة، فنشوب خمسة حرائق في الاراضي الزراعية في يوم واحد لن يكون دون فاعل، وموسم ارتفاع درجات الحرارة لم يبدأ بعد.

وتسببت هذه الحرائق المبكرة بحالة من القلق على امتداد المحافظة خوفاُ من تكرار مأساة العام الماضي حيث حرمت الحرائق مئات المزارعين من محاصيلهم الزراعية، أو من معظمها.

 النواطير هي الحل

تداول العديد من الأهالي، خلال اللقاءات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، الرأي حول التدابير اللازمة للتصدي للحرائق ومنع نشوبها, وضرورة تعاونهم مع وحدات الإطفاء للحد من انتشارها في حال حدوثها، وأهمية استخدام جراراتهم الزراعية في ظل نقص تجهيزات هذه الوحدات، وصعوبة وصول سياراتها إلى معظم أماكن انتشار النيران نتيجة وعورة المنطقة.

واقترح البعض حماية المحاصيل من الحرائق عن طريق حراسة الزرع من قبل “النواطير” كما كان يفعل القدماء لحمايتها من الرعي الجائر والسرقة، حيث كانت كل منطقة تخصص عدداً من النواطير للقيام بمهمة الحراسة، ويقسّم أجرهم على أصحاب الاراضي المزروعة.

على أن يقوم المخاتير والجمعيات الفلاحية بتنظيم هذه العملية وتنفيذها.

جهود ملفتة.. وتجهيزات هزيلة

تبذل وحدات الإطفاء بالسويداء جهوداً ملفتة في مواجهة الحرائق، رغم معاناتها من مشكلات عديدة.. في مقدمتها النقص الشديد بالعناصر حيث يتواجد فيها أقل من نضف العدد المقرر لها، وكلما تقدمت بطلبات تعيين عدد من العناصر والسائقين، يأتيها الرد الروتيني “التعيين يتم بموجب مسابقة”, ولم يتم الإعلان عن هذه المسابقة حتى الآن.

وينعكس نقص العناصر سلباً على عمل الوحدات وعلى عناصرها جراء ضغط العمل عليهم ومناوبتهم على مدار الساعة دون عطل مقابل بدل نقدي لا يتجاوز ٥٠٠ ليرة وطبيعة عمل بخسة لا تتجاوز ٢٥٠٠ ليرة، إضافة إلى نقص الأجهزة اللاسلكية وسيارات الإطفاء.

يذكر أن المحافظة شهدت عشرات الحرائق الكبيرة مجهولة الأسباب في العام الماضي، التهمت آلاف الدونمات ما بين محاصيل حقلية وأشجار مثمرة وحراجية ومراع وأعشاب يابسة.

وخسر خلالها المزارعون مئات الدونمات من الأراضي المزروعة بمحاصيل القمح والشعير، والكروم المزروعة باللوزيات والتفاح والعنب، وراح ضحيتها مواطن أثناء عمليات إخماد الحرائق.

منقدر نحميها

وفي سياق متصل، أطلقت منظمة جذور بالسويداء حملة بعنوان منقدر نحميها، تهدف إلى المساهمة في حماية الأراضي الزراعية من الحرائق، واعتمدت مجموعة من الشباب المتطوعين لحراسة المزروعات، وإزالة الأعشاب الجافة القريبة منها، وحفر خنادق فاصلة بين الحقول لتسهيل عمليات إخماد الحرائق، والحد من آثارها في حال نشوبها، كما وجهت عبر صفحتها على الفيسبوك مجموعة من الإرشادات للوقاية من الحرائق:

حرصاً على سلامة المدنيين والمحاصيل الزراعية والأحراج، نرجو من الأهالي التعاون فيما بينهم وبين الفرق التطوعية القريبة في مناطقهم واتباع التعليمات والإرشادات التالية أملاً في تفادي الحرائق:

1- إبعاد المواد القابلة للاشتعال عن الأراضي الزراعية

2- مراقبة الأراضي الزراعية بشكل دوري لتجنب وقوع خسائر كبيرة في حال اندلاع الحريق

3- تجنب ترك أكياس المحاصيل المجنيّة في الأراضي الزراعية ونقلها لمناطق آمنة

4- التخلص من الحشائش اليابسة حول الطرقات وبين الأراضي الزراعية وتحت أشجار الأحراج

5- على مالكي الجرارات الزراعية ترك سكة فلاحة على الجرار وإبقاء الجرار في جاهزية تامة عند الطلب من أجل عزل مناطق الحريق

6-على أصحاب صهاريج المياه أن يبقوا الصهاريج بجاهزية كاملة تحسباً لأي طارئ

تقرير/ لطفي توفيق