لكل السوريين

ستيني يمتهن تصليح الإطارات منذ أكثر من أربعة عقود

حلب/ خالد الحسين

تلتصق مهنته “الكومجي” باسمه، منذ أزيد من 45 عاماً، أبو محمد الكومجي أشهر (مصلحي الإطارات) في حلب الغربية. الابتسامة صفة أخرى لا تفارق وجهه أيضاً أيّاً كانت الظروف، شعاره في حياته حكمة صدّر بها محله في سوق الخالدية “الحلم سيد الأخلاق”.

عمره أكبر من هويته الشخصية التي تمنحه 64 سنة، على حدّ قوله، أمضاها في حي الخالدية الذي سكنه وعائلته منذ ستينيات القرن الماضي، لكنه وبعد أن تزوج عاد إلى مسقط رأسه في قرية معارة الأرتيق التي تبعد عن حلب نحو عشر كيلو مترات.

دراجته النارية “الموتور” رفيق دربه منذ ذلك الوقت قبل عدة عقود، صيفاً وشتاء، يقول إن تكلفته آنذاك وصلت إلى مليون ليرة سورية، وهو علامة مسجّلة باسمه، حاله حال المحلّ الذي لم يغب عنه يوماً.

سنوات الحرب أجبرته على السكن في منزل مستأجر داخل الحيّ، لكن وما إن فتح الطريق عاد إلى منزله رفقة عائلته، أولاده الذين تخرجوا من الجامعات والمعاهد ويعملون في التعليم زوجّهم ومنح كل منهم غرفة في بيته.

بعمر العشرين، افتتح أبو محمد الكومجي كشك لتصليح الدواليب، قبل 45 سنة في الشارع الرئيس لطلعة الخالدية، وفي تسعينيات القرن الماضي افتتح رفقة أخيه وابن أخيه محلّاً للمهنة ذاتها بعد أن منعت الحكومة الأكشاك.

بـ رضا يحمد، أبو محمد، الله على معيشته، فهذا المحل الصغير ستر ثلاث عائلات، زوّجهم وربى أبناءهم وعلمهم.

معدّات متناثرة قديمة. آلة تقليدية لفحص الدواليب المثقوبة موضوعة داخل بانيو منزلي مستعمل مليء بالمياه، آلة لتصليح الدواليب، سجاد جداري قديم يغطي جدار المحل عليها صور قرآنية، أسفلها “كنبة” يجلس عليها، وعلى يسارها إطارات مستعملة، كل ما يحتويه محل أبو محمد الكومجي.

يتقاضى أبو محمود دولاراً واحداً (10 آلاف ليرة سورية) تكلفة تصليح الدولاب، يبتسم وهو يشير تدريجياً إلى ارتفاع الأسعار بمرور الزمن، من 3 ليرات إلى 15 فـ 25 وصولاً إلى 10 آلاف ليرة اليوم.

يحتاج عمل الكومجي إلى جهد عضلي وقوة بدنية ما تزال متوفرة عند أبي محمد الكومجي رغم تقدّمه في السن، ما يرهقه تكاليف الكهرباء التي يدفع لأجلها 7.5 دولار يومياً ثمناً للأمبيرات وقلّة الزبائن.

فك الدولاب يستلزم جهداً عضلياً وقوة بدنية ما يزال أبو محمد يتمتع بها فصيفاً وشتاء يعمل أبو محمد في الشارع، لا يتدخل بعمل أحد ويفتح دكّانه للزبائن المتعبين اليوم بعد تراجع الدخل وندرة فرص العمل “الناس ما معا تأكل وتشرب. الدواليب ما عبتنزل.. إذا ما صار حركة ومشت السيارات شلون بدو ينزل الدولاب”.