لكل السوريين

هل يحقق مشروع براعم كرة اليد السوريا النتائج المرجوة

تقرير/ حسين هلال

يتفق جميع متابعي الرياضة السورية أن لعبة كرة اليد هي من  أكثر الألعاب قدرة على التفوق وتحقيق الانجازات على الصعيد العربي والاسيوي، ولو عدنا بالذاكرة  لوجدنا أن سوريا كانت في مقدمة الدول العربية في هذه اللعبة وحققت فيها انجازات كثيرة منها:

الفوز  بالميدالية الذهبية في الدورة العربية الخامسة في دمشق عام 1976.

لكن بعد ذلك بدا الخط البياني للعبة بالتراجع خاصة بعد هجرة معظم الكوادر التدريبية الى دول الخليج، وهناك ساهموا في تأسيس قواعد للعبة في كافة الأندية الخليجية، وعملوا على استقطاب عدد كبير من اللاعبين السوريين البارزين، و تجنيس بعضهم  للعب مع المنتخبات الخليجية التي استفادت منهم وحققت انجازات على الصعيد الاسيوي بفضل جهودهم.

فعلى سبيل المثال كان كابتن منتخب قطر للشباب الذي فاز ببطولة آسيا من الرقة اللاعب  موسى الموسى، وحتى الآن هناك عدد كببر من اللاعبين السوريين الذين يقودون الأندية الخليجية بتحقيق الانتصارات، لكن للأسف واقع اللعبة حاليا لا يسر الخاطر، وخاصة بعد أزمة الحرب حيث انحسرت ممارستها في عدد محدود جدا من المحافظات، ووحدها مدينة حماه حافظت على استمرار اللعبة، واستطاعت عبر انديتها باستقطاب أبرز لاعبي الأندية الأخرى وحصل نادي الطليعة على بطولة الدوري أكثر من مرة.

كذلك عصفت الخلافات والمشاكل الإدارية بين أبناء اللعبة حيث انقسم الغالبية الى شلل وجماعات كل منها يحارب الأخر وانعكس ذلك على وضع اللعبة وتغيبت الأندية عن المشاركات، وأدى ذلك الى إعادة تشكيل اتحاد كرة اليد لأكثر من مرة نتيجة تلك الاجواء المشحونة بالخلافات, التي أدت الى تدخل الاتحاد الدولي لكرة اليد الذي أثمر بعد مخاض عسير عن انتخاب اتحاد جديد لقيادة اللعبة ضم العديد من الخبرات القديمة, وتبدو الخطوات الأولى للاتحاد الذي قام ببعض المبادرات والنشاطات مبشره بعودة الهدوء لأجواء اللعبة, وتجاوز المنغصات السابقة والبحث عن حلول لتنشيط اللعبة ودفع عجلتها للأمام.

لذلك عندما تولى الاتحاد الحالي مهامه أعلن عن جملة أفكار جميلة ينوي تنفيذها ومن أهمها إعادة بناء اللعبة على أسس، صحيحة بعد أن انحسرت رقعتها وتقلصت الى حدود محزنة.

وأهم هذه الافكار, هو مشروع المواهب للأعمار الصغيرة وتكليف المدرب الأكاديمي الكابتن عبد الرزاق العاني، المدرب المحترف في دولة النرويج, صاحب الانتصارات والانجازات والبصمات الكثيرة التي يحققها في المغترب.

وتعتبر خطوة تكليف هذا المدرب صائبة, لأنه مدرب مجتهد تعب على نفسه كثيراً وأصبح يمتلك خبرة كبيرة بتدريب الفئات العمرية من جهة، وهو تأكيد على أن اتحاد اللعبة متابع لعمل كوادره الكثيرة خارج سوريا, ويقدر جهودها وتميزها من جهة أخرى.

وقد بدأت الخطوات الفعلية للمشروع بعد وصول المدرب عبد الرزاق الى سوريا ولقائه مع اتحاد كرة اليد لبحث مراحل تنفيذه, حيث يعلق عليه الجميع من أبناء اللعبة آمال كبيرة في سبيل إعادة بناء اللعبة من جديد على أسس صحيحة وفق برامج متطورة تم تنفيذها في عدد من الدول الأوربية المتطورة بكرة اليد.

حيث سيتم تنفيذ المشروع في عدة مناطق جغرافية لأعمار دون ال14 عاما ويتم اختيار اللاعبين من أصحاب المواهب

وسيقام بين التجمعات بطولات لإعطاء فرصه للمواهب لأثبات امكانياتها, ثم يتم اختيار اللاعبين البارزين من خلال التجمعات, وتشكيل المنتخب الوطني وإقامة معسكرات تدريبية له, والمشاركة في البطولات العربية والقارية.

وبشكل عام يذكر منفذ المشروع الكابتن عبد الرزاق أن تكلفة المشروع من الناحية المادية معقولة جداً, ومشروع الموهوبين تحديداً, بدون أن يتكلف الاتحاد الرياضي أية مبالغ مالية لأن يوجد مجموعة من أبناء اللعبة متحمسين ومستعدين لدعم المشروع من كافة الجوانب, في سبيل النهوض بواقع كرة اليد السوريا من واقعها الحالي, والعودة بها إلى سابق عهدها عندما كان لها حضور فعال يشار له بالبنان في كافة البطولات والدورات العربية والقارية, والجميع ينتظر نتائج تنفيذ المشروع بفارغ الصبر, فهل نشهد نقلة نوعية لكرة اليد السوريا في المرحلة المقبلة، نامل ذلك.