منذ سقوط النظام السوري في كانون الأول الماضي، بدأت زيارات الوفود الدولية إلى سوريا، من تركيا إلى السعودية إلى قطر وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا ودول أخرى، إضافة إلى جامعة الدول العربية، فما هي سلبيات هذه الزيارات واللقاءات مع قيادة هيئة تحرير الشام التي تسلمت مقاليد السلطة في دمشق.
يبدو أن ماضي الصراع الدولي على سوريا خلال سنوات حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، لن يختلف كثيراً عن فترة حكم هيئة تحرير الشام، حيث سيؤثر التدخل الدولي في الشأن السوري سلباً على استقرار سوريا، وإعادة تشكليها كدولة مستقلة ذات سيادة.
وبينما تتسابق وفود هذه الدول إلى دمشق، شنت إسرائيل عدة هجمات داخل الأراضي السورية احتلت خلالها قرى سورية خارج المنطقة العازلة بين الدولتين، في محاولة منها لضمان أمنها والتصدي لأي تهديدات قد تأتيها من سوريا.
ومما لا شك فيه أن التدخل التركي هو الخطر الأكبر في صراع المصالح الدولية الذي بدأ يظهر بوضوح أكبر بعد سقوط النظام السوري، من خلال تبادل الزيارات بين مسؤولين أتراك ومسؤولين في حكومة هيئة تحرير الشام، وإعلان تركيا عزمها مساعدتها في بناء الجيش وقوى الأمن والشرطة وقطاعات الاتصالات والبنى التحتية والقطاع الصحي وإعادة الإعمار.
فإذا تمكنت تركيا من تنفيذ ما تخطط له في سوريا برضى هيئة تحرير الشام أو بدونه، ستتحرك دول أخرى لضمان مصالحها، وربما تحّرك هذه الدول فصائل عسكرية محلية للقيام بذلك، وهو ما سيعيد سوريا إلى مرحلة حرب الاستنزاف وصراع القوى العالمية على أراضيها.
فمنذ تسلم هذه الحكومة زمام الأمور في سوريا تضاعف الهيمنة التركية على قراراتها، مما أثار جدلاً واسعاً حول تأثير التدخل التركي على استقلالية القرار الوطني السوري ومستقبل البلاد.
هيئة التحرير