لكل السوريين

غيابها قد يضعف الجيش الروسي.. وفاغنر ستواصل نشاطها

نظراً لأهمية فاغنر في العمليات العسكرية الروسية، سيكون لقرار سحبها من أوكرانيا تداعيات كبيرة بالنسبة لقدرة موسكو على مواصلة الحرب بفعالية، ولذلك من المستبعد أن تستغني القيادة الروسية عن خدماتها تماماً.

ومن المبكر توقع ما إذا كان بوتين سوف يلجأ إلى أساليب غير تقليدية في حربه على أوكرانيا في حال سحب قوات فاغنر منها.

وقي ظل غموض مصير فاغنر والدور الذي سيوكل إليها حتى الآن، تستمر الحرب الروسية الأوكرانية وتداعيتها على العالم، ولا تبدو لها أي نهاية قريبة.

وبينما يستمر الدعم الغربي لأوكرانيا بالمال والسلاح، ويزور رئيس الوزراء الإسباني كييف في اليوم الأول لتولّي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في خطوة تشير إلى استمرار دعم دول التكتّل الغربي لأوكرانيا، تخشى أوروبا من أن “إضعاف” الرئيس فلاديمير بوتين سيشكّل “خطراً أكبر” على أوروبا، حسب مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.

ويتهم الرئيس الأوكراني “بعض” الشركاء الغربيين بالمماطلة فيما يتعلق بمشاريع تدريب طيارين أوكرانيين على قيادة الطائرات المقاتلة الغربية، ويجدّد انتقاد الغرب لبطئه في تزويد بلاده بالمساعدات العسكرية الموعودة.

غياب فاغنر يضعف الجيش الروسي

قال المتحدث باسم الحكومة الروسية ديمتري بيسكوف إن تمرد فاغنر لن يؤثر على أداء الجيش الروسي خلال حملته الحملة العسكرية في أوكرانيا، وأكد أن “القوات الروسية تواصل بنجاح صد الهجوم الأوكراني المضاد”.

وفي المقابل اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تمرّد مجموعة فاغنر دليل على ضعف روسيا وعدم الاستقرار السياسي فيها.

وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي “ضعف روسيا واضح، ضعف واسع النطاق، وكلما أبقت روسيا قواتها ومرتزقتها على أرضنا، واجهت مزيداً من الفوضى والألم والمشكلات”.

ويرى خبراء عسكريون أن الجيش الروسي قد يواجه مصاعب وتحديات حقيقية في أوكرانيا بعد انسحاب فاغنر منها.

ومع أنه تم استبدال قواتها بقوات شيشانية، إلّا أنه من غير المؤكد أنها ستشكّل بديلا عن قوات فاغنر، أو تتمكن من القيام بدورها في باخموت وغيرها من المناطق.

وقد يشهد الجيش الروسي فشلاً في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد يذكّر بفشله في الدخول إلى كييف في بداية الحرب، وانسحابه من خاركوف في أيلول الماضي، وانسحابه لاحقاً من خيرسون.

وقد يدفع ذلك موسكو إلى توسيع مساحات المواجهات في أوكرانيا، أو استخدام أسلحة جديدة لإظهار قوة الجيش الروسي، رغم أن ذلك لن يكون سهلاً في ظل الدعم العسكري المستمر من قبل الناتو لأوكرانيا.

فاغنر ستواصل نشاطها

من المستبعد أن تقوم القيادة الروسية بحل كامل لأساسيات شركة مجموعة فاغنر والمشاركين فيها، فهم يمثلون أهمية كبيرة للأهداف العسكرية والقوة الاقتصادية لروسيا.

وقد تغيير موسكو اسم أو وصف المجموعة، وإحلال شخص آخر محل بريغوجين كقائد لها، وربما تعمل على سحب مقاتليها من المناطق المجاورة لروسيا خوفاً من وقوع تمرد آخر.

ولكن موسكو لن تتخلى عن خدمات مجموعة فاغنر، فهي ليست مجرد واحدة من الشركات العسكرية الروسية الخاصة التي ظهرت في فترة ما بعد الحرب الباردة بهدف دعم الاحتياجات الأمنية لشركات الطاقة الروسية، بل هي متفردة من حيث مناطق عملها وتعداد مقاتليها، وغالباً ما تكون رأس الحربة الروسية في استعراض القوة في هذه المناطق.

ومع أن الشركات الخاصة لا تزال تعمل، تنفرد مجموعة فاغنر بلعب الدور الرئيسي في هذا المجال، وتشكّل مصدر دخل كبير للكرملين، حيث تمكّنه من السيطرة بصورة آمنة على مواقع التعدين واستخراج المعادن المربحة مقابل قدر كبير من الربح.

وعلى مدار سنوات دأبت روسيا على الاستعانة بها في ظل غموض استراتيجي اعتمدته موسكو التي أبقت العناصر العسكرية الخاصة بالمجموعة غير قانونية في روسيا، مما أتاح لها قدراً كبيراً من المرونة في تحركاتها دون أن تتعرض للمساءلة القانونية.