لكل السوريين

في الذكرى الحادية عشر للأزمة السورية.. نسبة الفقر تتجاوز الـ 85%، وخبراء يهددون بمجاعة كبرى في إدلب

إدلب/ عباس إدلبي 

مع دخول الأزمة السورية عامها الحادي عشر، ومن خلال قراءات للواقع المعيشي الذي يمر به سكان شمال غرب سوريا من تحديات وصعوبات باتت هي الأشد وقعاً من البراميل المتفجرة التي كانت تلقيها مروحيات الحكومة فوق منازل المدنيين، حيث سياسة الأمر الواقع والذي بات ملازما للشعب السوري منذ ما يقارب الخمسون عاماً حتى وقتنا الحالي، تستمر الأزمات المتتالية في إدلب.

أزمات عديدة مرت على المواطن في إدلب إلا أن هذه الأيام هي الأشد قساوة عن سابقاتها، من حيث ضيق المعيشة والفقر الشديد، وخاصة بعد فرض التعامل بالليرة السورية التي كانت السبب الاقوى لانهيار الاقتصاد في ادلب.

وبحسب خبراء اقتصاديون مطلعين على الواقع المعيشي في ادلب وعموم الشمال السوري فإن نسبة الفقر قد تجاوزت عتبة الخمسة وثمانون بالمئة، وأن أغلب لسكان غير قادرين على تأمين ثمن ربطة الخبز.

صلاح الأحمد خبير اقتصادي ورئيس جمعية لرعاية الأيتام حدثنا من خلال خبرته وملامسته لحياة المواطن في إدلب عن الوضع المعيشي والصعوبات التي يواجها معظم السكان.

وقال الأحمد “ظروف الحرب القاسية والطويلة الأمد فرضت على المواطن في إدلب مستوى محدد من حيث الإمكانيات وتوافر الدخل وعمليات الجباية والضرائب دون تقديم أي بديل من قبل حكومة الأمر الواقع، بغض النظر على تلك الخطوة التي اتخذتها الحكومة بإلغاء التعامل بالليرة السورية واستبدالها بالعملة التركية، دون أي دراسة عميقة لهذا القرار الذي كان له النصيب الأكبر لانهيار الوضع المادي والمعيشي لأغلب سكان ادلب والشمال الغربي عامة”.

وتابع؛ “إننا من خلال قربنا من الطبقة الفقيرة وخاصة لسكان المخيمات حيث الوضع الاقتصادي المزر الذي يعيشه معظم شرائح المجتمع، وخاصة النازحين الذين وصلوا لمراحل قد تصل لمستويات تحت الصفر من حيث مستوى دخل الفرد والصرف اليومي”.

ويضيف الأحمد “الوضع العالمي المضطرب والحروب المستمرة والمتتالية قد القت بظلالها على الشمال الغربي لسوريا دون غيره، لأن تلك البقعة تعد الأكثر كثافة بين سكان العالم، والمنطقة بأسرها مستوردة وتعتمد على البضائع من أغلب دول العالم، والحرب الأوكرانية كانت كارثية بشكل ملفت، وقد زادت من حدة الفقر والجوع بسبب قطع معظم المواد الغذائية والطحين والزيت النباتي والسكر”.

ولعب انخفاض الليرة التركية المفروضة في شمال غربي سوريا دورا كبيرا في ارتفاع أسعار السلع الغذائية وغيرها.

ووصل سعر الكيلو الواحد من السكر إلى 20 ليرة تركية، في حين أن الشاي بلغ 125 ليرة، والأرز 15، والسمن النباتي 35، وربطة الخبز 5 ليرة لكل 600 غرام، وأسطوانة الغاز 200 ليرة، بينما وصل سعر المازوت إلى 15 ليرة، والبنزين لـ 18 ليرة تركية.