لكل السوريين

ملف وقف إطلاق النار قيد الإنجاز.. ولبنان يطالب بتعديلات على المقترح الأميركي

شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تطورات ملحوظة خلال الأيام الماضية، حيث تعمل واشنطن على تسهيل التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، وتضغط عليهما للقبول باتفاق يعيد الاستقرار إلى المنطقة.

وتمت صياغة مسودة اتفاق تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال سبعة أيام، واستبدالها بقوات الجيش اللبناني تحت إشراف دولي، وتنص على حق الطرفين في الدفاع عن النفس في حال خرق الاتفاق.

ويبدو أن لبنان يتعامل بحذر مع المسودة المطروحة، ويسعى إلى تفادي أي شرط يضر بسيادته، بينما تطالب إسرائيل بضمانات لمنع حزب الله من تخزين الأسلحة المتطورة أو استخدامها.

ومن المرجح أن يتم التوصل قريباً إلى اتفاق يهدئ الأوضاع، ولكنه لا يعالج أسباب الصراع الأساسية بشكل جذري، إذ من غير المرجح أن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء دور حزب الله العسكري، لكنه قد يؤثر على قدرته العملياتية، ويقلل من نفوذه العسكري في المنطقة، ويضعف هيمنته المباشرة على الجنوب اللبناني، ويعزز دور الجيش اللبناني فيه تحت الرقابة الدولية.

أنباء عن تقدم كبير

نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على محادثات المبعوث الأميركي قولها “تحقق تقدم يمكن وصفه بالكبير، لكن لا تزال هناك حاجة إلى العمل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار”.

وقالت المصادر إن آموس هوكستين ضغط على المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين، وقال “حان الوقت لاتخاذ قرار والتوصل إلى اتفاق”.

وكان هوكستين قد وصل إلى إسرائيل بعد جولة مباحثات أجراها في لبنان، التقى خلالها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وقال بعدها “إن الأجواء إيجابية وإن هناك تقدماً”.

ومن جانب آخر، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أميركية قولها “إن إسرائيل ولبنان قريبان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمكن إتمامه في غضون أيام قليلة”.

في السياق ذاته، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت “إن تقديرات في إسرائيل تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان خلال أيام، إذ بقيت تفاصيل صغيرة عالقة”.

وأضافت أن أبرز التفاصيل العالقة هي رفض إسرائيل أي دور لفرنسا في آلية المراقبة، فضلا عن بعض الخلافات بشأن الصياغات المتعلقة بنقاط الحدود المتنازع عليها.

مسودة الاتفاق

كشفت قناة “كان” الإسرائيلية عن بعض تفاصيل مسودة اتفاق التسوية بين لبنان وإسرائيل، وأشارت إلى أن المقترح يقضي بوضع خمسة آلاف جندي لبناني بالمناطق الجنوبية للدولة، وبتعهد من إسرائيل بعدم مهاجمة لبنان، وإعادة ترسيم الحدود البرية بين الدولتين.

ويتضمن المقترح حسب القناة الإسرائيلية، التزام حزب الله وإسرائيل بقرار مجلس الأمن 1701، وانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان، بجانب قوات اليونيفيل.

كما يشمل “منع إعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، ووضع بيع الأسلحة إليه أو إنتاجها داخله، تحت إشراف الحكومة اللبنانية”.

كما يتضمن منح القوى الأمنية اللبنانية صلاحيات “الإشراف على إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية وعلى المنشآت غير المعترف بها من قبل الحكومة والتي تنتج الأسلحة وتفكيكها وتفكيك أي بنية تحتية مسلحة لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق”.

ووفقا للقناة الإسرائيلية، يتضمن المقترح الأميركي انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان خلال سبعة أيام ليحل محلها الجيش اللبناني تحت إشراف دولي، إضافة إلى نزع سلاح المجموعات المسلحة جنوب نهر الليطاني خلال ستين يوماً من توقيع الاتفاق.

تعديلات لبنانية

ذكر مسؤول لبناني كبير أن الحكومة اللبنانية تسعى إلى إدخال تعديلات على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.

وذكر أن الطرف اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من كافة مناطق الجنوب اللبناني فور إعلان وقف إطلاق النار لكي يتمكن للجيش اللبناني من الانتشار في هذه المناطق، ويسمح للنازحين بالعودة الفورية إلى مناطقهم.

وأوضح أن البند المتعلق بحق إسرائيل في “الدفاع عن النفس” مبهم، ويجب إعادة صياغته لكي يضمن هذا الحق للجانبين، ويتم ربطه بالقرار الدولي 1701.

وقال المسؤول اللبناني إن مسودة الاتفاق الحالية تشير إلى الانسحاب من “حدود لبنانية”، في حين يريد لبنان استبدالها بعبارة “الحدود اللبنانية” على وجه التحديد لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الحدود بشكل كامل وليس بصورة جزئية.

وأوردت وكالة رويترز للأنباء أن المسؤولين اللبنانيين طالبوا بهذه التعديلات خلال اجتماعاتهم مع الوسيط هوكستين في بيروت الأسبوع الماضي.

ويبدو أن بحث هذه التعديلات سيدفع الوسيط الأميركي إلى بذل المزيد من الجهود من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار الذي قال إنه “في متناول أيدينا” خلال زيارته إلى بيروت.