السوري/ السويداء ـ على الرغم من السلبيات الكثيرة التي عانت منها محافظة السويداء، إلا أن الظروف أفرزت العديد من المبادرات الاجتماعية والخيرية التي كان لها أهمية كبيرة على الصعيد النفسي والمعنوي لبناء الثقة بين أهالي المحافظة، كما شكلت أيضا اختبارا حقيقيا لقدرة المجتمع على التعامل مع الكوارث التي أنتجتها الحرب الطويلة في سورية، والتي كان لها أثر كبير على الجميع.
مبادرة “براد الخير” التي تعود فكرتها والعمل عليها لأربع سيدات “هنا ورنيم عبيد، وهناء وندى أبو ذياب”، اعتمدت هذه المبادرة على تبرعات نساء عائلة آل عبيد ورجالها في المغترب، ولا تتبع لأي منظمة.
سيدات المبادرة قمن بشراء براد لحفظ المواد الغذائية، وتأمين هذه المواد من مواد غذائية أساسية بالإضافة إلى وجبات يقمن بتوزيعها على العائلات المحتاجة.
وقام السيد ” باسل نصر” مدير الأعمال الخيرية في مقام عين الزمان وهو دار طائفة الدروز الموحدين، بإنشاء غرفة خاصة للبراد ولتحضير الوجبات، كما قام بتأمين وسيلة النقل للتوزيع على العائلات. وتضمن البراد موادا غذائية أساسية متل (الطحين، الأرز، البرغل، وبعض أنواع المعلبات).
وفي حديث لمراسلتنا مع السيدة هنا عبيد التي قالت “قام معظم تجار الجملة وبعض اصحاب محال الحلويات وبعض من أصحاب الملاحم بالتبرع للبراد إما بمواد غذائية لازمة أو بمبالغ مادية”.
وتطوعت السيدة “جيهان خداج” للقيام بالطبخ وتحضير الوجبات وتغليفها، ويتم توزيع 250وجبة كل يومين في الأسبوع، وتختلف الوجبات بحسب المواد المتوفرة لها مثل (البرياني، المقلوبة، كبة بالصينية، مجدرة، وبرغل بالبندورة) إضافة إلى الفطائر، وسندويشات منوعة، كما يتم أيضا توزيع 100ربطة خبز مقدمة من جمعية المقام الخيرية مع هذه الوجبات.
وتضيف السيدة هنا عبيد “قمنا أيضا بتوزيع صناديق تحمل أسم المبادرة على عدة سوبر ماركات، لمن يريد التبرع أثناء شراء حاجياته سواء بمواد غذائية أو بمبالغ مادية، وسنعمل خلال الأيام القادمة بمناسبة عيد الأضحى على مدار الأسبوع، وسيتم توزيع الحلويات مع الوجبات على الأطفال المشردين، وبيت اليتيم، وللمسنين، بالإضافة للمعاقين بأشراف الأستاذ نزار شجاع رئيس جمعية المعاقين”.
واختتمت حديثها بالقول “إن مسألة الشعور بالأخرين ومساعدتهم مسألة وجدانية وإنسانية خاصة لمن كانت ظروفهم المعيشية والحياتية صعبة وقاسية، وهذه المبادرة هدفها المساعدة قدر الإمكان وتقديم الخير والعون للمحتاجين”.
تقرير/ رشا جميل