لكل السوريين

المرأة في التجربة البرلمانية السورية

رغم تواجد المرأة السورية المبكر والفاعل في مختلف جوانب الحياة، واستجابتها لدعوات النهضة والتحرر من الجهل والتخلف خلال سيطرة العثمانيين على مقدرات البلاد والعباد،

ورغم مساهمتها بالنضال ضد الاستعمار الفرنسي، وخروجها بمسيرة نسائية كبرى بدمشق في ثلاثينيات القرن الماضي رافضة لوجوده.

ومساهمتها الكبيرة في الحياة الثقافية والأدبية، حيث أنشأت العديد من الأديبات السوريات منتديات ثقافية يتردد عليها السياسيون والأدباء والشعراء، وتناقش من خلالها جوانب الحياة السورية كافة.

إلا أن المرأة غيبت عن ساحة البرلمان والحياة التشريعية لفترة طويلة بسبب الظروف الاجتماعية والسياسية كانت سائدة آنذاك.

ومنذ انعقاد المؤتمر السوري الأول عام 1919، طرح موضوع مشاركة المرأة في الانتخابات، واستمر هذا الطرح خلال فترة الانتداب الفرنسي ولكن دون جدوى.

ومرت سورية خلال الفترة بين عام 1920 وعام 1946 بعدد من المجالس النيابية، ولكن المرأة ظلت محرومة من التمثيل في البرلمانات، ومن حقها في الانتخاب.

وكان عليها أن تنظر حتى فترة الاستقلال لتنال حقها في الانتخاب عام 1949، حيث منحت هذا الحق ضمن إصلاحات دستورية جرت في هذا العام.

وكان قانون الانتخابات العامة، والتعديلات الطارئة عليه والصادر بموجب المرسوم التشريعي رقم 17 بتاريخ 10/9/1949 قد نصّ في مادته السابعة: لكل سوري وسورية أتم الثامنة عشرة من عمره في أول كانون الثاني من السنة التي تجري فيها الانتخابات أن يكون ناخباً في الدائرة الانتخابية المسجل في سجل نفوسها بشرط أن يكون متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية وغير محروم من الأهلية الانتخابية.

واشترط القانون لممارسة الإناث حقهن في الانتخاب أن يكنّ حائزات على شهادة التعليم الابتدائي على الأقل، وتخصص لهنّ مراكز اقتراع مستقلة، ولكنه لم يمنح المرأة حق الترشح.

ثم نصّ الدستور الذي صدر بتاريخ 11/7/1953، على أن الانتخاب حق للمواطنين ذكوراً وإناثاً الذين أتموا الثامنة عشرة من عمرهم في أول كانون الثاني من العام الذي يجري فيه الانتخاب، وكانوا مسجلين في سجل الأحوال المدنية، وتوافرت فيهم الشروط المنصوص عليها في قانون الانتخابات.

ونصت المادة 44 من هذا الدستور على أن: لكل من يحق له الانتخاب أن يرشح نفسه للنيابة إذا كان متعلماً، ومتماً الخامسة والعشرين من عمره، ومستوفياً للشروط المنصوص عليها في قانون الانتخابات.

وبناء على ذلك، منحت المرأة حق الترشح في انتخابات عام 1954، ولكن لم تدخل أي امرأة إلى البرلمان السوري خلال تلك الفترة.

وكان أول تمثيل برلماني لها عام 1958، في مرحلة الوحدة مع مصر، حيث شاركت السيدتان جيهان موصلي ووداد أزهري، ضمن مئتي عضو مثلوا الإقليم الشمالي في مجلس الأمة خلال عهد الجمهورية العربية المتحدة.

وأول فوز لها بعضوية البرلمان السوري كان في انتخابات 1973، حين فازت بخمسة مقاعد من 186 مقعداً، قبل أن يتحول البرلمان إلى مجلس الشعب.