لكل السوريين

سوق المستعمل بجبلة ملجأ للأصحاب الدخل المحدود

تقرير/ سلاف العلي

في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تواجهها البلاد، أصبح سوق المستعمل في جبلة وجهة للعديد من أبناء الساحل السوري، الذين يتطلعون إلى توفير المال وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

يعاني سوق المستعمل في جبلة من عدم وجود رقابة أو ضوابط حكومية، ما يشكل تحديات أمام المستهلكين ويجعلهم عرضة لمخاطر مختلفة.

بعض التجار في السوق يلجئون إلى الغش في مواصفات السلع أو استغلال العملاء بأسعار مبالغ فيها، أو حتى استبدال السلع المباعة بمنتجات ذات جودة أقل بعد أيام.

أصبحت تجارة الأثاث المنزلي من مفروشات وأدوات كهربائية وصحية مستعملة وحتى الملابس مرورا بالأغذية ومستلزمات الطبخ، في ظل الظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار أكثر انتشارا، ولم تكن هذه التجارة رائجة في السابق كما هي الآن بسبب نظرة المجتمع تجاه الأثاث المنزلي المستعمل، لكن هذه التجارة بدأت تتطور عبر صفحات التواصل الاجتماعي والأنترنت.

انتشرت في العديد من الأسواق والمحلات، فهي تستهوي شريحة واسعة من المستهلكين والباحثين عن كل شيء رخيص مقارنة بالجديد.

شهد سوق المستعمل في جبلة تحولا ملحوظا إلى محال تجارية، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام محلية.

صباح كل يوم جمعة يتجه مئات المواطنين إلى المنطقة الصناعية على مدخل المدينة الجنوبي حيث سوق مدينة جبلة الأسبوعي سوق الجمعة وذلك للتبضع وشراء حاجاتهم المختلفة وبأسعار زهيدة.

سوق الجمعة مجمع تجاري كبير يمتد من نهاية الطريق الزراعي المؤدي من مدرسة أبي العلاء إلى الصناعة شرقا حتى نهاية الشارع باتجاه الجنوب، ويحوي بضائع جديدة ومستعملة ومن مختلف الأصناف والأنواع، عند مدخل السوق الشمالي تتموضع عربات من الخضار والفواكه والأطعمة المختلفة والحلوى، السيد محمد أحد باعة الخضار وعن عمله في السوق قال: منذ الصباح الباكر نبدأ بالقدوم إلى هنا وتجهيز العربات والخضار الطازجة، حيث يبدأ زوار السوق وخاصة أبناء القرى القريبة بالوفود باكرا وبأعداد كبيرة، حيث ينتقون ما يلزمهم طوال أيام الأسبوع، حيث إن ما نبيعه هنا هو أقل من سعر السوق والمحال التجارية، وحقيقة إن رواد السوق يأتون بهدف شراء الملابس والأدوات المنزلية وتجهيزات البيت المختلفة، لكنهم أيضا يفضلون شراء أطعمتهم من هنا اختصاراً للوقت وتوفيرا للمال والجهد، حتى إن بعض ربات البيوت أصبحن يحضرن أطفالهن حيث توجد بجانب السوق حديقة صغيرة وبعض الألعاب، وتتموضع الأكشاك والبسطات على جانبي السوق حيث الألبسة أولا والتي يتنافس باعتها على خفض الأسعار، ومنها الألبسة الجديدة والمستعملة، السيد ايوب صاحب أحد المحال التي تبيع أي قطعة ملابس في المحل بحدود 30 -50 الف ليرة سورية، أغلب رواد السوق هم من قرى وعائلات فقيرة والسوق يوفر لهم مكاناً لشراء الملابس الجديدة بأرخص الأسعار، نحن نتعاقد مع مشاغل ملابس ومعامل محلية تزودنا دوماً بملابس جيدة وبأسعار زهيدة، صحيح أن ربحنا قليل في سعر كل قطعة لكن الأعداد والكميات التي نبيعها كبيرة مما يحقق توازنا في الدخل وربحا مقبولا، حتى ان بعض تجار الملابس من أسواق المدينة والمدن المجاورة كمدينة بانياس يقصدون السوق ويشترون كميات كبيرة في كل أسبوع، أما الملابس المستعملة أو البالة فلها زبائن من نوع خاص فبعض النساء من الطبقة المتوسطة بل من العائلات الغنية يزرن السوق للتبضع من البالة وهي بضائع أوروبية المنشأ ومستعملة بمعظمها لكنها بحالة ممتازة، وعلى أطراف السوق يوجد باعة المفروشات المنزلية المستعملة وباعة المواشي والحيوانات المختلفة حيث التقينا السيد شفيق وهو يعمل تاجرا للمفروشات المستعملة وتحدث قائلا: يأتي الكثير من الناس هنا إلى السوق لبيع مفروشاتهم التالفة بأسعار زهيدة جدا وأنا أملك ورشة للتنجيد ونجارة المفروشات، فأقوم بتجديدها أما بالنسبة إلى المفروشات غير القابلة للتجديد الكامل، فأصلحها وأعيدها للسوق لأبيعها بسعر أغلى قليلا من تكلفة الشراء والإصلاح والنقل، وبعض رواد السوق يأتون بقصد الفرجة وقضاء الوقت حيث توجد عربات لبيع الأدوات الكهربائية وألعاب الأطفال ومستحضرات التجميل والعطور في منتصف السوق، فتقصدها النساء والفتيات بشكل دوري حتى ولو لم يكن بهدف الشراء.

لكن هذه المحال تعمل بدون ضمان أو ضوابط تضبط عمليات البيع والشراء، وهو ما أثار مخاوف بين المواطنين الذين يقصدون السوق بحثا عن سلع بأسعار معقولة، حيث إن السوق أسهم في تلبية احتياجات السوريين الأساسية، مثل توفير الأدوات الكهربائية والأثاث المنزلي وبأسعار منخفضة نسبيا، لكنه لفت الانتباه إلى ممارسات خاطئة شائعة فيه.

وبنظرة فاحصة حول بيع المفروشات والأثاث المنزلي المستعمل حيث لا وجود رقابة حول آلية عمله وفقا لضوابط وأسس قانونية، ولمعرفة الواقع العام لتجارة المستعمل بشكل أوسع استمعنا إلى آراء مواطنين وبائعين.

السيد خالد أبو فاروق وهو صاحب احدى المحلات ، قال إنه يستمتع بالتجول في سوق الجمعة، سوق الأثاث المستعمل حيث يزورها بشكل دائم ليس للشراء ولكن للبحث عن أشياء نادرة فأصحاب المحلات لا يعرفون قيمة هذه الساعة ويبيعونها بأسعار زهيدة، وأن الحاجة المادية تفرض على الشخص في بعض الأحيان لاقتناء ما يعرض في هذه الأسواق، مبينا إمكانية الحصول على قطع الأثاث والأجهزة التي يمكن معالجتها بطريقة ما ليتم استعمالها بعد تجديدها أو صيانتها وأضاف بأن هذه الأسواق تناسب شريحة معينة من الأشخاص ذوي الرواتب المحدودة، لا شك بأن سوق المستعمل له زبائن معينون فهو يوفر احتياجاتهم ويخفف العبء الذي يقع على عاتقهم، فهو سوق واسع الانتشار بين طبقة كبيرة في المجتمع وهي تتمثل بالطالب العامل والشباب المقبل على الزواج من الطبقة الفقيرة، فالمستعمل يوفر لهم الأدوات الكهربائية والأثاث المنزلي بأسعار الجديد، سوق المستعمل له زبائنه الخاصون به من مختلف شرائح المجتمع وهو بحالة جيدة، وأضاف: نحن نشتري المستعمل وفق اتفاق وشروط منعا من أن تكون هذه البضاعة لا تخصه تحاشيا للمسؤولية، وأكد بأن التجارة تعتمد على أصحاب الدخل المحدود الذين لا يستطيعون شراء الأثاث الجديد، فهو يبيع جميع مقتنيات المنزل من برادات ومراوح وأفران ومكيفات وسجاد وتلفزيونات ، من الاحتياجات الكثيرة، ويرى بأن هناك إقبالا على شراء السلع المتميزة كالتحف والصور والنحاسيات والخزفيات وغيرها من الأشياء الجميلة فجميعها تباع بأسعار منخفضة.