تقرير/ جمانة الخالد
تخرج عوائل بريف حماة منذ ساعات مبكرة من الصباح إلى جوانب الطرقات لقطاف ما يمكنهم من نبات القبَّار البري المعروف شعبياً بـ “الشفلح”، الذي يُجنى عادة من بداية شهر أيار وحتى نهاية آب، ليستفيدوا من ريعه المادي المجزي، عندما يبيعونه لتجار في المنطقة.
و”القبار” نبتة صحراوية أرضية أوراقها قريبة من ورق الزيتون وأثبتت الدراسات أهميتها الطبية والصحية والعلاجية وأهمها معالجة الالتهابات وأمراض القولون والإمساك والحروق والقضاء على حب الشباب ومنع تساقط الشعر إضافة إلى علاج تشنجات المعدة وهو مفيد للبشرة.
ويقول أهالي الريف بقطافه وبيعه لأصحاب مراكز التسويق الذين يقومون بتخزينه عن طريق غمره بالماء والملح ثم تسويقه للتجار لتعليبه أو تصديره كما أنه يشكل مصدر جذب للنحالين الذين يتوافدون من مختلف المناطق للاستفادة من رحيق أزهار هذه النبتة التي تشكل غذاء رئيسياً للنحل.
ترى عائلات في القبار دخلاً موسمياً جيداً يعينها على ظروف الحياة المعيشية الصعبة، ويسد جزءاً من نفقاتها المادية على متطلبات الحياة الأساسية أو دراسة الأبناء الجامعية أو تأمين مستلزمات العيد.
ويحتاج جمع القبار إلى جهد جسدي لجنيه وكما أن الأشخاص الذي يعملون فيه يتعرضون للوخز وهم عرضة للحشرات والآفات الصحراوية.
يقول أحداً ممن يهملون به إن القبار شجيرة برية صغيرة، مقاومة للجفاف تعيش في المناطق الصحراوية والجبلية، ولنباته فوائد طبية وعلاجية كثيرة، فهو غني بالفيتامينات والمعادن، ويستخدم في تخفيف الوزن وفرط الدهون، وفي علاج الأمراض الجلدية والسرطانية، وتسكين آلام المفاصل والروماتيزم، وأمراض المعدة، ويستخدم في علاجات الطب العربي أو الطب البديل وخصوصاً كلصقات طبية للديسك وآلام الركبة، ومن الناحية الغذائية يستخدم كمخلل.
ويباع للتجار بأسعار تصل إلى ٢٠ ألف ليرة بحسب الحبة بينما يصل سعره التصديري إلى 35 دولار أميركي، إذ أنه يصدر إلى الخارج ويستخدم بالصناعات الدوائية.
يشير مسؤول زراعي إلى أن القبار يعد من النباتات الحراجية، ومسموح بنقله ضمن المحافظة الواحدة أو بين المحافظات بموجب قرار من وزارة الزراعة، “أما تصديره فيحتاج إلى شهادة منشأ، وتم خلال العام الماضي منح نحو 17 شهادة منشأ بكمية نحو 385 طناً و680 كيلوغراماً، متوقعاً إنتاج نحو 900 طن”.