لكل السوريين

طالبات جامعة يضطررن للعمل لتغطية مصاريفهن

حماة/ جمانة الخالد

تدخل مرام غرفتها في السكن الجامعي بحماة، الساعة السادسة صباحاً، تبدل الفتاة ثياب العمل وتدرس قليلاً قبيل امتحانها.

مرام فتاة من الصبورة بالقرب من السلمية في ريف حماة، وتدرس الأدب العربي بجامعة حماة، وتنحدر مرام من عائلة فقيرة.

وتقول الفتاة التي توفي والدها بقذيفة صاروخية عام 2015، أنها تضطر للعمل لتغطية مصاريف دراستها، “النفقات أصبحت مرتفعة ولا قدرة لأمي على تأمينها، أحاول تأمين مصاريفي وإرسال ما تيسر لأهلي”.

وكشفت مرام أنها إذا جلست بلا عمل ستترك دراستها، ولكنها بحاجة لإكمال دراستها للحصول على شهادة تُمكّنها من التوظيف بحسب ما ذكرت.

وأضافت أنها تجد صعوبة في توفيق مواعيد العمل ودراستها، حيث أن عملها يبدأ في الساعة التاسعة مساءً حتى الخامسة صباحاً، وتفاقمت المشكلة بشكل كبير في فترة الامتحان، ولا تستطيع الطالبة ترك عملها بسبب بحثها الطويل عن فرصة عمل.

حيث تشهد مدن الداخل السوري قلة في فرص العمل، بسبب إقبال الكثيرين على العمل بأكثر من دوام، لتلبية احتياجاتهم نتيجة تردي الأوضاع المعيشية وتدني قيمة الليرة السورية.

مرام ليست إلا واحدة من بين مئات الفتيات، ورنيم عبد القادر (اسم مستعار) الطالبة بكلية التمريض إحداهن أيضاً، حيث تعمل الفتاة بمجال التسويق.

رنيم عبد القادر فتاة من حمص هي أيضاً لجأت للعمل لتغطية تكاليف دراستها، وجدت الفتاة فرصة عمل لدى إحدى شركات بيع المواد التجميلية.

ويقوم عمل رنيم على حمل بعض المواد التجميلية مختلفة الأصناف، لتقوم بتسويقها بطريقتها، قالت رنيم أن عملها يعتمد على قدرتها على إقناع الزبون، ولا يوجد لعملها مكان محدد إنما عليها السيرة في شوارع المدينة وطرق أبواب المنازل والمحال بهدف تسويق ما في حقيبتها.

وأضافت أن العمل متعب جداً، بدنياً، حيث عليها السير ربما ليومٍ كامل، ونادراً ما يتم تصريف المنتجات خلال فترة قصيرة، ونفسياً، حيث كشفت الفتاة أنها تتعرض في الكثير من الأحيان للتحرش اللفظي والجسدي، ومواقف أخرى مثل طلب الزبون لبضائع مختلفة وعرضها له، ولكنه لا يشتري في نهاية المطاف بعد أن يكون قد أوقفني لمدة ساعة أو أكثر أحياناً.

واشتكت رنيم عبد القادر من تعامل مراكز بيع المنتجات التي تتعامل معهم، بأنهم يعاملونها وأمثالها كأنهن (عبيد)، ومن لا يأتي بالربح لهم يطردونه ويذلونه، بالإضافة لفرض منتجات لا يرغب بها المتسوقون بما يسمى بالتثقيل، وهو فرض صنف يوجد بكميات كبيرة لدى الشركة لتصريفها على البائعات المتجولات.

ولكن رنيم قالت أنها مضطرة للعمل، ودافعت عن عملها وعللت ذلك بأنها طالما طمحت لحمل شهادة جامعية، وأملت الفتاة بأن تتحسن أحول السوريين عامةً، وأن تعود سوريا كما كانت سابقاً.