لكل السوريين

أسعار الخضار تكوي قلوب المواطنين قبل جيبهم في اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

نتيجة لتداول معلومات علمية موثقة حول ارتفاع تكاليف معيشة الأسرة السورية مؤخراً بشكلٍ غير مسبوق بما يقارب الـ 800 ألف ليرة سورية، حيث أنها ارتفعت بحوالي 40% خلال ثلاثة أشهر منذ بداية العام، بينما مازالت الأجور تراوح مكانها، وتمثل حوالي 3 إلى 3.5% من وسطي تكاليف المعيشة.

في وقت سابق كان لصحيفتنا “السوري” جولا ميدانية في ثلاثة أسواق شعبية بمدينة اللاذقية، سوق العنابة والصفن والسمك، واطلعنا على أسعار الخضروات والفواكه والفروج واللحمة والسمك، وراقبنا مدى الاقبال الشعبي على هذه الأسواق الشعبية.

لا حضنا من خلالها ان الارتفاع الجنوني للأسعار امتد أيضاً ليشمل المواد الغذائية الأساسية التي لا يمكن للمواطن الاستغناء عنها، وخاصة مع ازدياد الطلب عليها في رمضان، كالبقوليات من العدس بأنواعه والحمص، ليرتفع جنونياً بالإضافة إلى الشاي والقهوة واللبان والاجبان.

وكان لقاء مع سيدتين يتسوقون ليوم الصيام في شهر رمضان، احداهن وتدعى ام هاني، قالت لنا عن جنون الأسعار وعدم وجود أي ضابط وناظم للأسعار، ومثلا ان كلفة صحن الفتوش لعائلة مؤلفة من ستة أفراد، تصل إلى ما يقارب ال 4500 ليرة يعني حوالي 135ألف ليرة خلال شهر كامل، أي أكثر من قيمة الحد الأدنى للراتب الشهري. وهذا بكل بساطة لأن صحن الفتوش يبين اسعارجميع المواد التي تدخل في تركيبه، والذي عادة ما يستخدمها الصائمون في موائدهم الرمضانية، وبشكل واضح نقول لكم أن اكثرية العائلات تعاني من تأمين المواد والمكونات الاساسية لموائدها خلال رمضان.

اما رفيقتها الأخرى والتي تدعى ام أكرم تحدثت قائلا، هذا الوضع دفعنا إلى أن أكثر الاسر أصبحت تتكيف وبشكل اجباري عنها مع هذه الأوضاع غير المسبوقة، وأصبحنا نقوم بتخفيض كميات الطعام او نعتمد على النشويات مكان الخضار واللحوم والاسماك، وحرفيا قالت: أبشع شي هو عدم وجود اية رقابة تموينية، وبالأساس عناصر التموين “بدهم” يدبروا أمورهم وموائدهم، ويتفقوا مع أصحاب المحلات، وجهنم حمرا تحرق المواطن، يروح يدبر حالوا.

ورجل خمسيني يدعى أبو جواد، قال: أكثر من القرد ما مسخ الله، وسألناه ما رأيك بأسعار المواد بالسوق، ضحك ضحكة سوداوية ساخرة وقال: هذا الارتفاع الجنوني بالأسعار، أصبح كمؤشر البورصة ترتفع بكل دقيقة لتباع بسعر جديد على مزاج الباعة من دون رقابة أو التزام بأي تسعيرة، وحتى التسعيرة التموينية باتت تطلب رضى التاجر وليس المهم ان تناسب المستهلك ام لا.

إحدى السيدات تدعى ام عمر، قالت لنا: أن طبخة البرغل ببندورة، وهذه أكلة الفقراء المشهورة عندنا في اللاذقية، صارت اليوم أكلة الأمراء، حيث اصبحت تكلفتها تصل إلى 20 ألف ليرة لشخصين من دون احتساب الغاز والزيت، في حين أنها لعائلة مؤلفة من أربعة انفار “يعني افراد”، تتطلب نحو 45 ألف ليرة (4 كيلو بندورة بنحو 25 ألفا وكيلو ونصف الكيلو برغل 10 آلاف ليرة) إضافة لتكاليف البصل والثوم حسب الرغبة.

والتقينا سيدة متوسطة بالعمر، وانتبهنا عليها انها تتجول بالسوق منذ وقت ليس قصير، ولم تشتري إلا كيسا صغيرا، وبعد سلامنا عليها فورا قالت: غلاء فاحش وغير مبرر، ضارب الخضار والفواكه وجميع المواد الاستهلاكية، لكننا مجبورين على الشراء، ولازم ندبر امورنا ونطعم أولادنا، واليوم تغيرت عن الماضي، بحسبة بسيطة تشرح وتقول بأن أقل طبخة تكلفتها اليوم بين 8 إلى 10 آلاف ليرة، بمكونات من الخضار، بعد أن صارت اللحوم والاسماك والفروج أسعارها نارا كاوية وزبائنها عائلات خمس نجوم.

وتابنا جولتنا من خلال دخول أحد المحلات الكبيرة لبيع الخضار والفواكه، وهو محل كبير، رحب بنا صاحبه ويدعى أبو معين، قال إن الأسعار عادية مقارنة بالظروف الصعبة التي يمر بها البلد، فالمواد من ارضها أسعارها استثنائية وتكلفتها استثنائية وهذا يعطينا أسعار عالية ومتغيرة والموضوع ليس عندنا، فهامش الربح قليل ولدينا التزامات عديدة مجبرين عليها أولها لدوريات التموين.