لكل السوريين

إخلاء أكبر مخيم لإيواء المهجّرين بالسويداء

السوري/ السويداء – بحجة عمليات صيانة كبيرة لا يمكن إنجازها دون إخلاء المعسكر من سكانه، تلقى الوافدون في مخيم معسكر الطلائع في بلدة رساس، جنوب مدينة السويداء تبليغات شفوية بإخلاء المخيم.

وأكد مصدر مطلع في المحافظة صدور قرار الإخلاء، ولم يذكر الجهة التي أصدرت هذا القرار، لكنه قال إنه يأتي في إطار توجيهات الحكومة بإعادة المهجرين إلى مناطقهم الآمنة.

وأشار المصدر إلى أنه تم التأكد من وجود سكن لمن بقى من الوافدين بالمخيم في مناطقهم الأساسية، أو في أماكن قريبة منها لمن ليس لديهم سكن فيها.

وأضاف “الذين يعملون السويداء أو يملكون مصالح في المحافظة، يمكنهم الاستئجار فيها، أو في القرى القريبة منها”.

شكل هذا القرار صدمة للعديد من العائلات المتواجدة في المخيم، فمعظمها لا تملك  القدرة المالية لاستئجار المنازل.

وبدأت بعضها بمغادرة المخيم واستئجار المنازل في مدينة السويداء وبلدة رساس والقرى القريبة منها.

إخلاء.. دون بدائل

وقال أحد الوافدين المقيمين في المخيم إنه تلقى تبليغاً شفوياً من أحد القائمين على المخيم، بصدور قرار من الجهات المعنية يقضي بإخلاء المخيم خلال مدة 15 يوماً، بداية من يوم الأحد 27/9/2020.

موضحاً أن قرار الإخلاء كان مفاجئاً للعديد من العائلات القاطنة في المخيم، والتي لا يوجد لها أي مأوى بعدما دمرت منازلها جراء العمليات العسكرية، أو لا تزال مناطقها تشهد حالة عدم استقرار، إذ لم تقدم الجهات المعنية أي حلول لهم.

وأكد آخر أن غالبية العائلات لم تغادر المخيم، لعدم قدرتها على استئجار منزل، في ظل تخلي الحكومة عن وعودها بإعادة الإعمار.

وتساءل آخر “بأي حق تطردنا الحكومة ومنازلنا لا تزال مدمرة”. وبدورها أكدت سيدة من سكان في المخيم، أن الحكومة لم توفر أي بدائل لهم حتى الأن.

ضيوف السويداء

استقبلت السويداء أكثر من مئتي ألف مواطن سوري مهجر من محافظات مختلفة، بينها درعا وريف دمشق وحلب ودير الزور وريف حمص، وفق إحصاءات رسمية بين أعوام 2012 و2018، وتم تخصيص عدة مراكز إيواء لهم، كان أكبرها المعسكر الذي صدر القرار بإخلائه، وكان يسكنه حوالي 47 ألف شخص، ثم بدأت تتقلص أعداد الوافدين فيه، منذ أواخر 2018، حيث عاد عشرات الألاف إلى مناطقهم أو انتقلوا إلى مناطق أخرى.

ويطلق معظم أهالي السويداء على الوافدين اسم “ضيوف المحافظة”.

ومنذ البداية وفرت المحافظة فرص عمل لضيوفها الوافدين حسب المكان الذي استقروا به، فعمل المتواجدون منهم في المخيمات بالمحاصيل الزراعية مثل قطف التفاح والعنب، بينما عمل المتواجدون بالقرب من المنطقة الصناعية في رساس أو شهبا في صناعة الأثاث، أو في أعمال ميكانيك السيارات، كما عمل العديد من الذين يعيشون في المدينة كبائعين على العربات، أو في المتاجر.

تقرير/ لطفي توفيق