لكل السوريين

قياديون في صفوف المرتزقة: خطوط التماس في إدلب تشهد حالات استنفار شديد

السوري/ إدلب ـ الاستقرار والعيش بسلام، سؤال لا يكاد يفارق أذهان المواطنين في مدينة إدلب وأريافها شمال غرب سوريا، حيث أنهم باتوا بين فكي كماشة، التطمينات التركية من جهة، باعتبار أن المدينة تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام المؤتمرة من قبل الأتراك، والقوات الحكومية التي على ما يبدو أنهم يتحضرون لشن هجوم جديد.

ومؤخرا، زادت القوات التركية المحتلة من عدد قواتها الموجودة في إدلب، حيث أكد مراسلنا أن أرتالا مدججة بالأسلحة الثقيلة والعربات المصفحة وأمور لوجستية أخرى دخلت قبل ثلاثة أيام عبر معبر باب الهوى الحدودي مع سوريا.

ومن جانب آخر عززت القوات الحكومية مواقعها العسكرية في كل من سراقب ومعرة النعمان وجبهة الغاب بريف حماة الشمالي المتاخم لإدلب، مع طيران مكثف اخترف الأجواء.

كل هذه المعطيات تدل على غياب الحل السياسي في المنطقة، على الرغم من أنها تخضع لوقف إطلاق نار منذ فترة، ما يؤكد أن أي تصريح يصدر عبر ألسنة الأتراك ليس إلا لذر الرماد في العيون.

وللاطلاع أكثر على ما يجري في شمال غرب سوريا؛ التقت مراسلنا بأحد الضباط المنشقين عن القوات الحكومية منذ بداية الأزمة، والذي أعلن عن رفضه عدم الذهاب لأذربيجان للمقاتلة بصفوف الأتراك والجيش الآذري.

النقيب فرزات، من ريف حمص الشمالي، قال “لا أحد يعرف ما ستؤول إليه الأوضاع في إدلب، إن كانت المعارضة أو القوات النظامية، الأمر بات بيد الروس والأتراك، فكلا الطرفين لا يستطيعان إطلاق أي طلقة إلا بأمر من ضامنيهما، مع وجود بعض حالات استفزازية من قبل الطرف الحكومي”.

الدكتور ت ك، من إدلب، وهو محاضر في جامعة إدلب التي تدار من قبل ما تسمى حكومة الإنقاذ، في رد على سؤال “السوري” حول المنطقة الخارجة عن سيطرة دمشق منذ عدة سنوات، أجاب “موضوع إدلب تحول إلى نقطة خلاف محلي بين القوات الحكومية والمعارضة، والمساومة عليها عالمية”.

وأضاف “مع كل أسف المنطقة وقعت ضحية لسياسات تركيا في سوريا، وهي حولتها لنقطة مساومات مع أطراف عالمية لتحقيق مصالحها في عدة بقاع من العالم، كما في ليبيا وأذربيجان مؤخرا”.

وتشهد مناطق التماس بين الفصائل المرتزقة والقوات الحكومية تحصينات عسكرية من قبل الطرفين، ولا سيما القوات التركية، ما يوحي بأن هناك مخطط لحدوث معارك في القريب العاجل.

أبو دجانة، قيادي في فصيل صقور الشام المؤتمر تركياً، نوه إلى أنهم كقياديون لا يعرفون شيء عن مستقبل المنطقة، وأوامرهم تأتي من قبل النقاط التركية، لافتا إلى أن الاستفزازات من قبل القوات الحكومية مستمرة، وجميع نقاط التماس في حالة استنفار دائم”.

تقرير/ عباس إدلبي