لكل السوريين

بين الفيلق الخامس ومقاتلين من السويداء.. توقفت المعارك واستمر التوتر

السوري/ السويداء ـ درعا ـ عاد الهدوء المشوب بالحذر إلى ريف السويداء الجنوبي المجاور لبصرى الشام بمحافظة درعا، بعد الأحداث الدامية التي شهدتها بلدة القريّا مؤخراً، ومازالت المنطقة تشهد انتشاراً مكثفاً للمسلحين المحليين في البلدة والقرى المجاورة لها، تحسباً لأي عملية محتملة قد يقوم بها اللواء الثامن التابع الفيلق الخامس المتمركز في بصرى الشام شرقي محافظة درعا، والمدعوم من قبل روسيا، حيث تحذر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وأهالي المنطقة من تحركات عناصر اللواء بما يوحي بهجوم محتمل على البلدة بعد توقف القتال بين الجانبين.

اشتباكات عنيفة

وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين الجانبين بعد هجوم مقاتلين محليين من منظمة الدفاع الوطني في بلدة القريّا، على نقاط الفيلق العسكرية بهدف استعادة أراضي البلدة التي سيطر عليها الفيلق أواخر شهر آذار الماضي، وأقام سواتر ترابية على حدودها، وعززها بنقاط عسكرية مكثفة، بعد الأحداث الدامية التي حدثت آنذاك، وراح ضحيتها 15 شخصاً من أبناء البلدة.

ومع وصول مئات المقاتلين من حركة “رجال الكرامة”، وآخرين من القرى المجاورة، تمكنت الفصائل المحلية، من طرد عناصر الفيلق الخامس من أراضي القريا، واستعادة أراضيها، خلال الساعات الأولى من المعركة التي استخدمت فيها أسلحة رشاشة ثقيلة وقواذف “أر بي جي”.

وبعد ساعات شن الفيلق الخامس هجوماً معاكساً استخدم خلاله قذائف الهاون ومختلف القذائف الصاروخية، بما فيها الحرارية، وأمطر بها البلدة وقرى المجيمر وبرد، المجاورة لها، وتمكن من استعادة السيطرة على الأراضي التي استعادها المهاجمون.

واستمر بعمليات القصف المكثف على البلدة وما حولها، مما أثار مخاوف المدنيين في المنطقة، فتم إغلاق المدارس في بلدة القريّا، ونزح الكثيرون من سكانها إلى مدينة السويداء والقرى المجاورة، تخوفاً من استمرار القصف، أو اقتحام للبلدة.

تشييع الضحايا

إضافة إلى إصابة 63 من الفصائل المحلية في السويداء، بلغ عدد ضحاياهم 16قتيلاً شيّعتهم مدينة السويداء في اليوم التالي وسط حالة من الغضب بين المواطنين، الذين طردوا مسؤولي السلطة من التشييع.

وبعد التشييع حذر شهود عيان، من تحركات عناصر اللواء في المناطق المواجهة لبلدة القريّا، فقامت الفصائل المحلية باستنفار كبير تحسباً لأي محاولة لاقتحامها.

وعلى الجانب الآخر نُسب إلى الفيلق الخامس بيان نفى فيه أنه يخطط للهجوم على بلدة القريّا، أو للقيام بأي عمل يمس استقرار الجنوب ويعيد التوتر بين السهل والجبل.

وجاء في بنده الثالث “ما زلنا على العهود التي أعطاها كبارنا ووجهاؤنا لعقلاء الجبل وكباره والتي تقضي بأننا لن يبدر منا إلا كل أمر فيه خير يرأب الصدع ويلملم الجراح ويوقف نزيف الدم الذي سعى له ويسعى له المحرضون والمتطرفون من الذين استخدموا عصابات مجرمة للتغرير بأبناء السويداء ليقوضوا العلاقات بين السهل والجبل ولن نقبل إلا أن نكون عامل استقرار يحفظ حق الجوار والتاريخ المشترك”.

تقرير/ لطفي توفيق