لكل السوريين

قلة الدعم الحكومي يفتح الباب للسوق السوداء بالتحكم في أسعار مسلتزمات زراعة القمح والشعير في السويداء

السويداء/ رشا جميل 

تواجه زراعة القمح في محافظة السويداء العديد من التحديات والمخاطر، والتي تنذر بانهيار هذه الزراعة، بعد أن توقفت الحكومة عن دعم زراعة القمح، من خلال البذار، وطرق تسويقه واستجراره بالإضافة إلى حصص المازوت للمزارعين.

كما قامت الحكومة باستباق موسم الحصاد وتحديد سعر كيلو القمح، وبذلك فتحت المجال للسوق السوداء بالتحكم بالمزارعين والأسعار، لعدم توفر البذار رغم تحديد سعرها حكومياً، مما دفع المزارع إلى الشراء الحر، والذي تزيد قيمته بثلث أو ثلثي القيمة المالية، علماً أن سعر الكيلو بالسوق السوداء كان لا يتجاوز 1400 ليرة، إلى أن أصدرت الحكومة التسعيرة الافتراضية.

وبدون وجود البذار لديها بقيمة وصلت للكيلو 1500 ل.س، وبذلك وصلت أسعار السوق مقارنةً مع سعر الدولة إلى أكثر من 2200 ليرة سوريّة للكيلو، ناهيك عن ارتفاع تكاليف زراعة دونم واحد من القمح بما يتطلبه من سماد وأيدي عاملة، بالإضافة إلى أن الدعم الحكومي يقتصر على توزيع كميات قليلة من المازوت لأجل آليات الحراثة والحصادات.

وفي السياق أعلنت الحكومة بيع السماد بالسعر الموازي للسوق السوداء، وعدم رعيها للزراعة المحلية من القمح، وتوجهها إلى استيراده بسبب فارق العملة وما يحصل عليه أصحاب القرار والمستفيدين من مرابح.

بدوره أكد “أيهم حامد” مدير الزراعة في المحافظة، أن تخوف المزارعين من تدني الإنتاج واقعاً حقيقياً وفق الكشف الحسي للمديرية على المحاصيل الحقلية من قمح وشعير، حيث تتجاوز مساحة الأراضي غير القابلة للحصاد والمزروعة بالقمح 70 بالمئة من مجمل الأراضي المزروعة، عدا عن الحرائق التي طالت مساحات شاسعة من الأراضي في المحافظة السويداء، مما أدى إلى تدمير الناتج الزراعي من القمح.

ويقول سمير، وهو من مدينة صلخد بريف السويداء إن “قلة الدعم الحكومي المقدم للفلاحين في السويداء بالتحديد سيؤدي إلى تراجع العديد منهم عن زراعة محصولي القمح والشعير، وهذا سيؤثر على الخبز حتى”.

ويضيف “للأسف سيضطر المزارع والفلاح لشراء السماد والبذار بأسعار السوق السوداء لعدم التزام أي أحد بالسعر الحكومي من جانب، وعدم جدية الحكومة في توزيع المواد من بذار وسماد ومبيدات وغيرها في مراكزها”.