لكل السوريين

الزراعة، والموارد

محمد عزو

لاشك أن محافظة الرقة، وكامل الجزيرة الفراتية تعتبر من أهم المناطق الزراعية في سورية، وتلعب الزراعة في شمال شرق سوريا محوراً رئيساً في حياة البلاد، وفي إطار معيشة، وموارد السكان إذ أن غالبية السكان في كامل محور الجزيرة الفراتية يعتمدون على الزراعة سواءً الزراعة المروية، أو البعلية التي تعتمد على هطول الأمطار الموسمية.

قبل أعوام مضت من الآن شهدت الإمكانات الزراعية في كامل الجزيرة في سوريا تراجعاً ملحوظاً بسبب الحروب الخارجية، والداخلية المفتعلة على كامل الأرض السورية هذا وقد أشارت التقارير أن الإنتاجية قد انخفضت كثيرًا إلى جانب الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الزراعية مثل البذور، الأسمدة، والفلاحة إلى جانب قلة الأيدي العاملة.

إنَّ العناية بالزراعة سواءً المروية، أو البعلية تعني الاستخدام العلاجي للمؤسسات الزراعية بمعنى توفر خدمات الرعاية، وبرامج المراقبة الهيكلية للأنشطة المتعلقة بالزراعة فالغرض من العناية بالزراعة بكافة أشكالها هو توفير الحالة السليمة لعقلية من يعمل بها، وتوفير العناية بالمزارع، والزراعة تعتبر من أهم، وأولى الأنشطة التي مارسها الإنسان منذ أقدم العصور لأنها الوسيلة الأساسية للحصول على الغذاء، والثمار من أصناف النباتات المتنوعة، ومن خلال المعطيات التاريخية نجد أن الإنسان قد برع في نشاطه الزراعي، وعمل جاهداً على تطويرها وتحديثها، وقام باستخدام كافة الإمكانات، والطرق الحديثة التي تمكنه من تطوير، وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية المتنوعة.

واليوم على سبيل المثال لا الحصر نجد أن الزراعة في منطقة الرقة تشكل المساحة الأوسع في المشاريع التي تهتم بها الجهات المسؤولة على الرغم من معاناة الفلاح من صعوبات كثيرة لاسيما، وأن الزراعة في منطقة الجزيرة الفراتية تعتبر رافد رئيس للاقتصاد بشكل مهم، وكبير كما أنَّ الزراعة في الوقت الحاضر خاصة مع تداعيات قانون قيصر نجاحها يقلل من كمية النقص الغذائي، و تساعد في توفير أصناف عديدة من الثمار، والغلات ففي هذه الحالة الزراعة من الأولويات الأساسية التي لا يمكن إغفالها، أو التغاضي عن دورها، وأهميتها الاقتصادية والغذائية، وحتى الجمالية.

من تتبع الحالة الزراعية في الرقة، والجزيرة نجد أنها عبر سنوات طويلة تحولت من مجرد زراعة تقليدية تتم بالخبرة المتوارثة التي عرفتها البلاد عبر أجيال إلى دراسة أكاديمية في المعاهد، والجامعات فأخذت تقوم على أسس علمية، ونظرية متعددة فتوسعت الخبرات الزراعية وتطورت رغم عامل الفساد لتشمل الاهتمام بالزراعة العضوية التي من شأنها ساهمت في طريقة زيادة الإنتاج، وتحسين نسبي في جودة المنتجات الزراعية، والإكثار منها إضافة إلى محاربة الآفات الزراعية  عن طريق المبيدات الزراعية التي ساهمت، وتساهم بتحسين الزراعة وتطورها.

إنَّ الاهتمام بالزراعة في الرقة، والمحافظات الأخرى يساهم في تحديد الأهداف التي تهدف إليها الزراعة في تحسين زيادة الإنتاج الزراعي كتوفير الماء للأراضي الزراعية، وتحسين نوعية التربة، والعمل على إنتاج بذور محسنة، وتناغم بيئوي في إنتاج أصناف تتحمل درجات الحرارة العالية صيفاً، والباردة شتاءً في أرض الجزيرة الفراتية.

أخيراً لابد من القول أن تراجعًا نسبيًّا قد حصل في القطاع الزراعي في سوريا تزامن هذا التراجع مع تدهور الأمن فيها، وإن سابق الحديث عن واقع الزراعة في شمال شرق سوريا هو بمثابة دفع عجلة الزراعة في الشمال السوري نحو حالة تطورية، وجمالية.