لكل السوريين

اخلاء الكثير من المنازل الطابقية العليا والبرجيات في طرطوس

طرطوس/ أـ ن

أصبح هناك تخوف كبير لدى الكثير من البشر بطرطوس من الطوابق المرتفعة من الثالث الى الأعلى والبرجيات بعد تجربة الزلزال واهتزاز المباني يمينا ويسارا بقوة، لاسيما لدى أصحاب الطوابق المرتفعة على الرغم من عدم سقوط أي بناء منها رغم وجود بعض التصدعات في الطوابق العلوية في بانياس والريف القريب من مدينة طرطوس.

هذا الأمر أشاع بين الناس أن أسعار الطوابق العليا هبطت بشكل كبير ومميز وأن الطلب عليها بات معدوما ما سيؤدي إلى انخفاض أسعارها بشكل واضح وارتفاع الطلب على الأبنية الأرضية والطوابق الثلاثة الأولى، لاسيما في الضواحي التي بنيت بطريقة عشوائية او بالقرى المجاورة للمدينة.

أصحاب مكاتب عقارية  في طرطوس وفي بانياس اكدوا هذا الامر وأشاروا الى انه هنالك تخبط بالأسعار، وأشاروا بشكل واضح أن الخوف والهلع أديا إلى خروج تلك العوائل من البرجيات المرتفعة، إضافة الى الأبنية الطابقية ابتداء من الثالث والرابع والخامس ولكن من دون عرضها للبيع لكون الحالة النفسية غير مستقرة وقلق دائم وخاصة بعد قصة الاهتزازات الارتدادية والزلزال القوي أيضا في العشرين من شباط والانذارات والتهديدات بالتوقعات بالزلازل والتي عملت على تكوين أوضاع نفسية مرعبة لدى الجميع في ظل غياب أي تطمين حقيقي علمي او حكومي.

فيما تراجعت حركة البيع والشراء بشكل ملحوظ مؤخرا، وبالتالي أن المشكلة تزداد وضوحا في ضواحي مدن بانياس وطرطوس حيث يتم البناء بطريقة عشوائية من دون رقابة جيدة، لكن بالمجمل اصبح الطلب قليل جدا على الشراء الآن لأن الناس بحاجة للسيولة لدرء مصائب الأيام وخاصة فوضى الأسعار والغلاء المتشدد وبدون اية رقابة تذكر. مما يفترض توفر المزيد من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والمجتمعية والرسمية لهذه البشر والاسر لأن خروج الناس من بيوتهم بلا بديل أمر كارثي.

وأشار أحد أصحاب المكاتب إلى أن قلة الطلب على الأبنية البرجية واضحة جدا وهذا مبرر لان القلق والهلع المسيطرين على نفوس الجميع بمن فيهم نحن فالأمر لا يحتمل التردد او الاختبار او المزاح , فاليوم معظم من يريد الشراء يتجه للطوابق المنخفضة لكن أصحاب الأبنية المرتفعة لم يكسروا السعر، مثلما حدث مع امرأة أخلت منزلها بالطابق السابع حماية لأطفالها حيث لم تقبل إلا بيعه وفق الأسعار الرائجة ولن تجد احد يشتريه الان ولا بعد سنوات.

ومن جهة أخرى  وبالضرورة سيؤدي تراكم أعداد الشقق في الطوابق العليا مع الأيام إلى جمودها وانخفاض سعرها، حيث أن الأبنية المشيدة بطرطوس وفق الكود السوري تخفف الضرر من الزلازل لكن لا أحد يستطيع منعه بالكامل إلا تقنيات غير موجودة لدينا.

ويذكر ان الرأي الهندسي العلمي يؤكد على ان هذه التخوفات مشروعة وصحيحة تقنيا وفنيا بالرغم من أن البنيان الفني للبناء هو الأساس سواء كانت العائلة في الطابق الأول أم الأخير، فإن كان مدروسا ومنفذا بشكل صحيح فمهما كان الطابق لن يؤثر في تصدعه، والعكس صحيح إن كان مشيدا بطريقة سيئة فإن كل الطوابق عرضة للخطر، وعلى كل انسان يريد ان يشتري بيتا او يسكن في منزلا يقوم بالبحث عن البناء المشيد بطريقة صحيحة قبل أن يبحث عن مستوى الطابق.

يشار الى انه تم الحديث كثيرا عن مشاكل الأبنية في الضواحي كحال المخالفات ومنطقة الهيشة بجنوب طرطوس ومعظمها ابنية عشوائية، فالأمر أولا وأخيرا مسؤولية الوحدات الإدارية، فالمناطق المنظمة تكون أبنيتها وفق دراسة وإشراف، وإن كانت متروكة من دون تنظيم فهذا أمر آخر، وعلى جميع العوائل التي كشف على أبنيتها من اللجان المشكلة من النقابة والوحدات الإدارية بالإسراع بتنفيذ المطلوب سواء بالترميم أم الإخلاء، فمراكز الإيواء موجودة ولا يمكن أن تبقى العائلة تحت الخطر أياً كان رقم الطابق.